يستعد أهالي محافظة القطيف، للاحتفال بليلة «القرقيعان» في الخامس عشر من شهر شعبان، التي اختلفت مسمياتها من منطقة لأخرى، إذ إن البعض يطلق عليها «الناصفة»، والبعض «الكريكشون». وقد تطوع شباب المحافظة بتزيين مداخل الأحياء والمنازل، لاستقبال الأطفال والمارة بالسيارات بشتى أنواع الحلويات، إضافة إلى رش ماء الورد على ثيابهم، وتبخيرهم، وعادة ما يخرج الأطفال في تلك الليلة مع بعضهم مكونين جماعات يسيرون جنباً إلى جنب، مرتدين الملابس الشعبية، حاملين في أيديهم أكياساً ليضعوا فيها الحلويات التي تعطى لهم، مرددين بعض الأهازيج الشعبية. حماس الأطفال وذكر سالم حسن، أن جميع الأهالي يتجهزون لهذه الليلة منذ أسبوع، وقد اشتروا شتى أنواع الحلويات، والمرطبات، إضافة إلى شراء الملابس الجديدة للأطفال، والكبار، مشيراً إلى أن القرقيعان يقام في جميع قرى القطيف وضواحيها بلا استثناء، وذكر أن الأطفال هم أكثر حماساً لهذه الليلة، إذ إنهم ينتظرونها بأكياسهم المزخرفة، وملابسهم الجديدة. «قرقع قرقيعان» فيما أوضحت سعاد فلاح، أن الأهازيج الشعبية، التي يرددها الأطفال في الطرقات تختلف من منطقة لأخرى، موضحاً أن بعضهم يردد « قرقع قرقيعان، عطونا الله يعطيكم، بيت مكة يوديكم، يا مكة يا معمورة، يا أم السلاسل والذهب، عطونا من مال الله، يسلم لكم عبدالله، عطونا دحبة ميزان، يسلم لكم عزيزان، باب الكرم ماصكه، ولا حط له بوابة « ، فيما يردد البعض» عطونا الله يعطيكم، سلم الله أبو عيالكم «، وذكر أن عند تأخر صاحب الدار عليهم بالعطاء يشرع الأطفال يترديد بعض العبارات بأعلى أصواتهم»يا أهل السطوح، تنطونا لو نروح». تطوع الشباب وأوضح جهاد محمد، أحد المتطوعين في التجهيز للقرقيعان، أنه استعد وبعض الشباب للقرقيعان منذ أسبوعين تقريباً، من خلال تجهيز الطاولات التي تقدم عليها الألعاب وأشهى الأطعمة، مشيراً إلى أن هناك كثيراً من الشباب يتهافتون للتطوع في إعداد تلك الطاولات، وأضاف أنهم يعدون السمبوسة، ويشوون اللحم، ويقدمونه على شكل سندويشات ساخنة للأطفال، وذكر أن الفعاليات تبدأ من الساعة السابعة مساء حتى الحادية عشرة. استحضار التراث وذكرت زينب عبدالله، أن أهم ما يميز تلك الليلة هو استحضار التراث القديم، حيث يلبس الأطفال «البخنق»، ويحملون أكياساً مخاطة بطريقة شعبية، إضافة إلى تقديم الأهالي الفول السوداني المعروف محليا ب «السكسبال»، كذلك رائحة البخور التي تعم جميع الأحياء، وأوضحت أن تنقل الأطفال بين أزقة المحافظة يصنع بهجة كبيرة. بعض تجهيزات الأهالي للقرقيعان (الشرق)