قرقع قرقع قريقيعان عطونا الله يعطيكم بيت مكة يوديكم يا مكة يا معمورة يا أم السلاسل و الذهب عطونا من مال الله يسلم لكم عبد الله عطونا دحبة ميزان يسلم لكم عزيزان باب الكرم ما صكه ولا حط له بيبان هذا ما يردده الأطفال في منطقة الخليج العربي في منتصف شهررمضان وتسمى ب "القرقيعان" حيث توارثت العوائل في المنطقة هذه العادة الشعبية والتي من خلالها يطوف الأطفال وهم يرتدون ملابس شعبية مخصصة، ويحملون بأيديهم أكياساً وذلك ليجمعوا ما يجود به أهالي الحارة. وبعد ترديد هذه الأهازيج المعروفة ، يقولون عبارة (مسيرة أم محيرة) وتعني ننتظر للحصول على الهدية أم نسير" أي نغادر"، فإذا جاءهم الرد محيرة فتعني انتظروا فيرفعون أصواتهم مبتهجين ويرددون الأهازيج لابن صاحب المنزل قائلين: لولا فلان ما جينا الله يخليه لأمه، فتأتيهم ربة المنزل وفي يدها كيس مليء بالمسكرات والحلويات فتقوم بفتح كيس كل واحد منهم وتضع فيه نصيبه وهنا يتدافع الأطفال للحصول على أكبر حصيلة ليتباهى الواحد منهم بأنه أكثر من جمع من المسكرات والحلويات، وهكذا يستمر الأطفال في تجوالهم حتى إكمال بقية بيوت الحي. و"القرقيعان " لفظ عامي قيل إنه أخذ من قرع الأبواب وذلك لما يقوم به الأطفال في هذه المناسبة من قرع أبواب المنازل طلبا للحلويات والمكسرات في ظاهرة احتفالية يذكر ان سببها هو احتفال بعض الأطفال بصيامهم لمدة خمسة عشر يوما ويشاركهم بذلك الأطفال الأصغر منهم. وقيل أيضا في معنى "القرقيعان" انه مشتق من " قرَّةُ العين " وهو ما فيه فرحة وسرور للإنسان تصديقا لقولة تعالى : { رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ. "الرياض" نقلت بعض الأجواء الاحتفالية في المنطقة الشرقية، وذلك من محافظة القطيف حيث تشيد بعض القرى الشعبية في مدينة القطيف وقراها للتذكير بالأجواء الشعبية في الأيام السابقة. ويتحدث عبد الحميد عيسى عن هذه الظاهرة بأنه يسعد عندما يرى الابتسامة تعلو وجوه الأطفال وهم يجوبون الأزقة والطرقات بحثا عن القرقيعان، ويذكر "ان أجمل اللحظات عندما يقف يرى الأطفال عند نهاية اليوم وهم يقارنون بكل براءة ما تم جمعة، حيث يحاول كل طفل أن يثبت للأخر انه جمع أكثر منه بينما البعض يذكر انه تحصل على حلويات أفضل من الآخرين لتجدهم في النهاية يتبادلون أصناف الحلويات والمكسرات مع بعض". وتمنى حسين العبد العال ان لا يكون الجو حارا جدا حتى يستطيع الأطفال التحرك والتنقل براحة أكثر دون ان يصابوا بالتعب والإجهاد، كما يحدث عندما تكون درجة الحرارة مرتفعة او عند ازدياد كثافة الرطوبة. ويضيف العبد العال" الاحتفال بالقرقيعان ينقل وبشكل تلقائي الموروث الشعبي للمنطقة من الآباء والأجداد إلى الأجيال الجديدة". الأطفال يتسابقون في الحصول على الحلويات والمكسرات بعض الآباء يشاركون أطفالهم فرحة القرقيعان طفلة تحمل ما جمعته من قرقيعان العام الماضي (تصوير- زكريا العبد العال)