تعود ذاكرة "م.عبدالله الشايب" إلى قرقيعان زمان حينما كان يستعد له بالثياب الجديدة للأطفال بعد أن يكون الناس استعدوا له في يوم النصف من رمضان بشراء النخخ والحلويات، فيخرج الأطفال إلى الزقاقات ويلتقوا هناك ليشكلوا مجموعات، إذ يمشون وعلى ثغر كل منهم ابتسامة عريضة ويحمل في إحدى يديه كيساً من الورق، بينما في اليد الأخرى أداة لإصدار الصوت، فيدخلوا البيوت المفتوحة وهم يرددون الأهازيج المخصصة للقرقيعان: قرع قرع قرقيعان عام عام ياصيام قاسمه ذلك الزمن سلمان الجمل" -الخبير التراثي- ليقول "في الرابع عشر من رمضان يكون أطفال الساحل الشرقي لمملكتنا الغالية، ومنطقة الخليج العربي على موعد مع القرقيعان، ينتظرونه رمضاناً بعد رمضان، فالقرقيعان عادة شعبية خليجية يخرج فيه الأطفال جماعات يجوبون الشوارع والأحياء، ويطوفون بالمنازل، فتهدى لهم المكسرات، وهم يهزجون أهزوجتهم الشعبية: قرقع.. قرقع .. قرقيعان .. بين أقصير ورمضان عطونا الله يعطيكم.. بيت مكة يوديكم يوديكم لاهاليكم .. ويلحفكم بالجاعد عن المطر والرعد وتستقبلهم ربة المنزل بالحلويات والمكسرات، وتطلب منهم الدعاء لأبنائها، فيهزجون: عطونا من مال الله يسلم لكم (عبدالله) أو جاسم أو سالم.. وتوزع عليهم مافي سلتها، ويخرجون تغمرهم الفرحة، متابعين مسيرتهم لمنزل آخر، وهكذا، حتى يعودوا لبيوتهم محملين بما أفاء الله عليهم من نعم رمضان. ويحاول "الجمل" أن يشم رائحة القرقيعان القديم ذاك، فلا يجده في الزمن الحالي متألما على زمن جميل انقضى كان للقرقيعان صوته الحميم وروحه الطيبة. الليلة رحلة الطواف على البيوت بحثاً عن الحلويات والمكسرات