باريس – معن عاقل ناشطون يتَّهمون الائتلاف بالتقصير ويحذرون من ارتكاب حزب الله مجازر ضد المدنيين. سقطت معظم أحياء مدينة القصير صباح أمس بيد قوات الأسد ومليشيات حزب الله، ووصلت هذه القوات وسط المدينة بعد معارك عنيفة استمرت أكثر من ثلاثة أسابيع، وقال الناشط أبو الهدى الحمصي من أطراف القصير إن الثوار المقاتلين اضطروا للانسحاب بسبب القصف الكثيف بصواريخ أرض أرض من منطقة الهرمل داخل الأراضي اللبنانية التي أحدثت دماراً هائلاً في المدينة، وأضاف أبو الهدى أن لديهم أكثر من 3000 آلاف جريح مهددون بالموت بينهم نساء وأطفال، ويحاولون تأمين إخلائهم من المنطقة، واعترف أبو الهدى بدخول قوات الأسد وحزب الله وسط المدينة من المحور الجنوبي والشرقي، وقال إن هناك معارك كر وفر ما زالت على أطرافها وخاصة الشمالية منها. وناشد المقاتلون في الريف الشمالي لحمص بالتوجه إلى القصير، وحذر من أنه ما لم يتم التصدي لقوات حزب الله سيتم الزحف إلى مدينة حمص والقضاء على أحيائها المحاصرة وكذلك مدينتي الرستن وتلبيسة. وفي نفس السياق شن الناطق الإعلامي باسم القنيطرة وريفها عمر الجولاني هجوماً عنيفاً على الائتلاف الوطني محملاً إياه مسؤولية سقوط القصير بيد قوات الأسد وحزب الله، وقال الجولاني ل»الشرق»: إنه بينما كانت المعارك تدور بالقصير كان الائتلاف يدير معارك داخله من أجل التوسعة واحتاج إلى تدخل أكثر من ثلاثة سفراء، وها هو اليوم بالتحديد، أي يوم سقوط القصير منهمك بانتخابات قياداته، بدل أن يكون مستنفراً على رأس غرفة عمليات ميدانية لمتابعة الأحداث ولدعم صمود المدينة، مشيراً إلى أن الشيطان ليس خارج الثورة وإنما داخلها، فعندما يتحقق نصر ما يخرج علينا هذا الائتلاف ليقطف ثماره وعندما تحدث هزيمة يكون أعضاؤه منهمكين في صراعات مصالحهم الصغيرة والضيقة، ودعا الجولاني إلى سحب غطاء الشرعية عن تجار الثورة وفضحهم وتعريتهم، محذراً أن الوضع في الغوطة الشرقية لا يختلف كثيراً عن وضع القصير، وأن النظام تمكن مؤخراً من إطباق الحصار عليها، وأنها مهددة بالسقوط، وأن الثورة السورية باتت بحاجة إلى قيادة ميدانية مسؤولة وقابلة للمحاسبة وليس قيادة مرتهنة لمصالح وأجندات دول ومصالح شخصية ضيقة. إلى ذلك، أكد الجولاني أن القصير لم تسقط بيد قوات النظام تماماً وأن الجيش الحر ما زال يسيطر على الأجزاء الشمالية منها، مضيفاً أن عناصره اضطرت للانسحاب بعد أن وصل عدد الجرحى إلى أكثر من ألف وثلاثمائة جريح وتدمير المشفى الميداني الوحيد القادر على إسعافهم، وبعد قطع الماء تماماً عن المدينة لفترة طويلة، إضافة لنقص العتاد والذخيرة. إلى ذلك أعلن الائتلاف السوري في بيان رسمي سقوط مدينة القصير في حين رد لؤي المقداد الناطق باسم الجيش السوري الحر أن القصير لم تسقط بعد وأنه لا يحق للائتلاف إصدار أي بيانات دون التحقق من صحتها، مشيراً إلى أن النظام يحاول تحقيق نصر إعلامي فقط لجمهوره البائس وأن الثوار وحدهم لهم الحق بالتصريحات وطالب بالانتظار حتى تتضح حقيقة الوضع في القصير. وفي هذا السياق بث الناشط الدكتور محمد المحمد فيديو مسجلاً طالب فيه المسلمين والعرب بالتدخل العاجل لإنقاذ ما سماه ما بقي من مدينة القصير من أيدي عصابات حزب الله وطالب بفتح جبهات في طرابلس وفي المناطق المحيطة بالقصير، محذراً من مجازر طائفية إن لم تصل نجدات عاجلة للمقاتلين، وأكد المحمد على سقوط مئات الجرحى والشهداء خلال اليومين الماضيين فقط. من جانبهم، قال الناشطون الميدانيون على الأرض إن الجزء الجنوبي من مدينة القصير فقط سقط وأنه ما زالت هناك معارك كر وفر وأن الثوار ما زالوا يسيطرون على القسم الشمالي من المدينة، وبعضهم تحدث عن خسائر فادحة في صفوف قوات النظام وميليشيا حزب الله وصلت إلى نحو مائة وعشرين قتيلاً. جندي من قوات الأسد على دراجة هوائية وسط شارع مدمر من مدينة القصير (رويترز)