شنت قوات نظام بشار الأسد وكتائب حزب الله اللبناني هجوما عنيفا أمس على مدينة القصير الحدودية مع لبنان في محافظة حمص وتصدى الجيش الحر والقوات المدافعة عن المدينة للهجوم ودارت معارك طاحنة بين الجانبين. وقال صهيب العلي الناطق الإعلامي باسم جبهة حمص -هيئة الأركان ل«الشرق»: إن قصفاً عنيفاً تتعرض له المدينة من قبل قوات الأسد وعناصر حزب الله اللبناني مؤكداً أن عناصر حزب الله تشكل نحو 80% من القوات المهاجمة في حين تتولى قيادات عسكرية من الحزب إدارة العمليات العسكرية، وأفاد أبو علي مسؤول تنسيقية القصير ل«الشرق» أن نحو أربعين شهيداً وأكثر من 400 جريح سقطوا اليوم جراء القصف ومحاولات اقتحام المدينة، مضيفاً أن معدل سقوط القذائف بلغ نحو 40-50 قذيفة في الدقيقة، وأن قوات النظام استخدمت الطائرات وراجمات الصواريخ والدبابات في عمليات القصف، بينما تولت عناصر حزب الله محاولات الاقتحام لأكثر من مرة، مشيراً إلى تدمير أربع دبابات على الأقل بصواريخ مونكورس، وإلى مقتل عدد من عناصر حزب الله وجرح آخرين. وأوضح أبو علي أن القصف طال أيضاً معظم ريف القصير لاسيما قرية الحميدية شرق المدينة وقرية الضبعة جنوبها، مؤكداً أن مدينة القصير ما زالت تأوي نحو 15 ألف مدني اضطر كثير منهم للنزول إلى الملاجئ فيما بقي الآخرون في منازلهم تحت القصف، وسط أوضاع إنسانية صعبة تتلخص بنقص الغذاء والدواء، فيما يحاول ناشطون اختراق الحصار المفروض لإيصال المساعدات لسكان المدينة المحاصرة. إلى ذلك أكدت إحدى صفحات الفيسبوك مقتل نحو سبعة عناصر من حزب الله اليوم أثناء اشتباكات عنيفة دارت حول المدينة مشيرة أن جثثهم نقلت إلى داخل الأراضي اللبنانية وأوردت أسماء بعضهم. وفي هذا السياق أصدر الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بياناً حذر فيه من عواقب الحملة العسكرية والأمنية لقوات الأسد وميليشيا حزب الله على مدينة القصير، لاسيما على صعيد ارتكاب مجازر جديدة بحق المدنيين، متهماً دولاً ومنظمات إرهابية بمساندة النظام في خياره المؤدي لتدمير البلد، وطالب البيان جامعة الدول العربية وأمينها العام بالدعوة لاجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب لاتخاذ ما يلزم لحماية القصير من العدوان السافر كما دعا المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته في حفظ حياة المدنيين البالغ عددهم أربعون ألف نسمة في مدينة القصير، وطالب مجلس الأمن بالتنديد بعدوان حزب الله على مدينة القصير والقيام بواجب الهيئة الأممية في حفظ أرواح المدنيين. وفي نفس السياق نفى الناشط أبو الهدى الحمصي ما روجت له وسائل إعلام النظام عن سقوط المدينة وظهر أبو الهدى في مقطع فيديو بث على مواقع التواصل الاجتماعي داخل مدينة القصير.