لا أعلم لماذا ارتبط اسم (المتحدث الرسمي) بالعبارة الشهيرة (لا صحة لما حدث)، حالياً لا أكاد أسمع أو أقرأ تصريحاً لأغلب المتحدثين الرسميين -وأقول أغلب وليس كلهم- إلا وتأتي العبارة الشهيرة (هذا الكلام عارٍ عن الصحة، لا صحة لما حدث)، وكأن قول الحقيقة أصبح عيباً ونادر الحدوث. بحكم اطلاعي على أغلب الصحف السعودية بصورة يومية، لا يكاد يمر يوم إلا ويخرج هذا المتحدث العزيز وينفي ما ورد في خبر سابق، أو خبر متداول على ساحات مواقع التواصل الاجتماعي، حتى على مستوى البرامج التليفزيونية يحدث هذا التبرير أو النفي! المسألة يا سادة قضية رأي عام، ويجب قول الحقيقة والحقيقة فقط، وعلى حسب معرفتي بطبيعة المتحدث الرسمي فإن من صميم عمله هو التواصل بمصداقية مع وسائل الإعلام، وواجب عليه نقل الأحداث كما هي، وعدم نفي الأخبار لمجرد النفي فقط، وتصحيح المعلومات إن كانت مغلوطة، وكذلك نقل وجهة نظر الجهة التي يعمل فيها هذا المتحدث. المتابع يُصاب أحياناً بالخيبة وهو ينتظر الخبر على أحرّ من الجمر من مصدره، ثم يتفاجأ بهذا المتحدث يخرج وينفي ويدحض الأخبار ويصفها بالشائعات، ويُلمّع واجهة الجهة التي يعمل فيها، دون اعتبارات مهنية، لذلك يضيع المتابع بين مطرقة الإعلام وتأثيرة وسندان الحقيقة التي تكون واضحة للعيان أحياناً. تاريخياً سطع اسم اللواء منصور التركي كأول متحدث رسمي لوزارة الداخلية، وذلك عام 2003م، وذلك أثناء الأحداث الإرهابية آنذاك، وبعد ذلك توالت أكثر الجهات الرسمية بتعيين متحدثين رسميين. الآن لا تكاد توجد أي جهة حكومية أو خاصة إلا ويوجد لها متحدث رسمي، ويأتي هذا التوجه بعد توجيه خادم الحرمين الشريفين الغالي وزارات الدولة بضرورة الرد والتعقيب على كل ما يُطرح في الصحافة المحلية، لإظهار الحقائق بشكلها الصحيح.