أعلن معتصمو الأنبار أمس، التوصل إلى اتفاق بين قادة اعتصام الرمادي والحكومة المحلية وقيادة عمليات الأنبار على «إنهاء كافة المظاهر المسلحة» من كلا الطرفين وعودة الشرطة المحلية لحماية ساحة الاعتصام، فيما أفاد مصدر أمني في عمليات الأنبار، وصول قائد القوات البرية الفريق الركن علي غيدان إلى عمليات الأنبار في زيارة مفاجئة لمناقشة الوضع الأمني على خلفية مقتل الجنود الخمسة، وما رافق هذا الحادث من تطورات أثرت بشكل سلبي على الوضع الأمني في المحافظة. وقال الناطق باسم معتصمي ساحة اعتصام الرمادي عبدالرزاق الشمري، إن «اجتماعا مغلقا عقد بين قادة ساحة الاعتصام في الرمادي ومحافظ الأنبار قاسم الفهداوي ورئيس مجلس محافظة الأنبار جاسم الحلبوسي وقائد عمليات الأنبار الفريق الركن مرضي المحلاوي لبحث الأزمة التي تشهدها المحافظة». وأوضح الشمري أن «المجتمعين اتفقوا على إنهاء كافة المظاهر المسلحة في المحافظة التابعة للجانبين وعودة الشرطة المحلية إلى حماية ساحة الاعتصام في مدينة الرمادي». من جانبه قال رئيس بعثة الأممالمتحدة في العراق مارتن كوبلر في بيان له، إن «البعثة تحترم وتثمن بشدة الالتزام الذي أبداه الجميع نحو السعي لإيجاد مخرج سلمي لهذه الأزمة الخطيرة»، مؤكدا أن «هذا الاجتماع أسهم إلى حد كبير في نزع فتيل التوتر». لكن مصادر أمنية شددت في ردها على سؤال «الشرق» بأن قرار الحكومة بتصفية الاعتصامات لابد وأن يطبق، وعدت وصول قائد القوات البرية إلى الأنبار إعلانا لساعة الصفير فيها كما سبق أن حصل في أحداث الحويجة، مشيرة إلى أنه حال وصول قائد القوات البرية إلى المحافظة تم عقد مؤتمر أمني موسع بحضور جميع قيادات الجيش في مدن الأنبار لمناقشة الوضع الأمني، والسبل الكفيلة بإيجاد الحلول المناسبة عن طريق الحوار واحتواء الأجواء المتشنجة التي تشهدها المحافظة». موضحة أن «غيدان استمع إلى شرح مفصل من القادة الأمنيين المشرفين على الملف الأمني في عموم مدن الأنبار بعد حادثة اغتيال الجنود الخمسة في الرمادي وما رافقها من أحداث، في محاولة منه لاحتواء الأزمة في المدينة». وكان رئيس الحكومة نوري المالكي هدد أمس بمواجهة العناصر المسلحة التي تشكلت في اعتصام محافظة الأنبار، وقال في كلمته بالمؤتمر الثاني لشيوخ العراق «إن تشكيل جيوش العشائر في الأنبار أساء إلى العشائر، إلا أن سرعان ما تبرأت العشائر من هذا المنطق، معربا عن أمله الكبير بالناس الذين يتصدون لهؤلاء الخارجين عن القانون». وأضاف المالكي «إن العشائر العراقية تصدت ومازالت تتصدى إلى هؤلاء، مشيرا إلى أننا أمام قوة وصمام الأمان يكمن بأبناء العشائر الذين قالوا كلمتهم وأوقفوا الاتهامات والشتيمة على الحكومة» متهما «سياسيين في الدولة بمحاولة جر البلاد إلى حرب طائفية، وعار على مسؤول في الدولة أن يتحدث بلغة طائفية، وإذا كان كذلك فعليه أن يخرج من موقع المسؤولية ويذهب إلى مستنقعات الطائفية». بدوره، أكد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، أمس، أن رئيس النظام السابق صدام حسين كان «يحشد الجيوش السنية لقمع الشيعة»، والآن هناك جهات «تحشد الجيوش الشيعية لقتل وقمع المناطق السنية»، وشدد على أن «أهل بيت رسول الله لو كانوا فينا لتبرأوا منا بسبب خلافاتنا»، وفيما دعا إلى عقد المؤتمرات التي تدعو إلى الوحدة والتكاتف بين الأديان سنويا «حتى وإن قتلت في سبيل الحق».