تصاعدت الأزمة العراقية سياسياً وأمنياً بعد أن قُتِلَ 5 جنود عراقيين كانوا يرتدون ملابس رياضية ويستقلون سيارة مدنية أمس السبت لمَّا اقتربوا من ساحة اعتصام الرمادي، شرقي المدينة، وبدأوا في تصوير المعتصمين مستخدمين كاميرات تصوير كانت بحوزتهم إلى جانب مسدسات. وأفاد مصدرٌ في اللجان المنظمة لاعتصام الرمادي، في اتصالٍ هاتفي مع «الشرق»، بأن «اشتباكاً مسلحاً اندلع بين العناصر المسلحة وأخرى من جيش العشائر»، مشيراً إلى انسحاب 5 عشائر من ساحات الاعتصام في مدينتي الرمادي والفلوجة احتجاجاً على قتل العناصر المسلحة، التي يُعتقَد أنها من قوات الاستخبارات، بنيران جيش العشائر، ما اعتُبِرَ مؤشراً على «اختلاط الأوراق»، فيما أعلن زعيم مؤتمر صحوة العراق، أحمد أبو ريشة، عن رصده 50 مليون دينار كمكافأة لمن يبلغ عن الجناة. بدوره، هدد رئيس الحكومة، نوري المالكي، ب «عدم» السكوت على ظاهرة قتل الجنود قرب ساحات التظاهر، ودعا، في بيانٍ له أمس، المتظاهرين السلميين إلى «طرد المجرمين الذين يستهدفون قوات الجيش والشرطة العراقية»، فيما طالب علماء الدين وشيوخ العشائر وخاصة أبناء الأنبار ب «نبذ القتلة». أما قائد عمليات الأنبار، الفريق مرضي المحلاوي، فدعا رجل الدين، الشيخ عبدالملك السعدي، إلى اتخاذ موقف واضح من جريمة قتل 5 جنود قرب ساحة الاعتصام في الأنبار. وأضاف المحلاوي، خلال مؤتمر صحفي في مقر عمليات الأنبار شمال مدينة الرمادي أمس، إن «على علماء الدين وخاصة الشيخ عبدالملك السعدي أن يبين ويظهر موقفه حول جريمة قتل 5 جنود بدم بارد بالقرب من ساحة الاعتصام شمال الرمادي»، مطالباً في الوقت ذاته قادة ومنظمي اعتصام الأنبار واللجان التنسيقية في ساحة اعتصام الرمادي بتسليم قتلة الجنود. وبالفعل أفتى عبدالملك السعدي بحرمة قتل عناصر الشرطة والجيش، وقال في بيانٍ له أمس «إن استهداف الجنود من قِبَل بعض المندسين، سيما وأنهم لم يشهروا السلاح ولم يهاجموا المتظاهرين، يعد أمراً مؤسفاً»، وعبر عن إدانته الجريمة التي ذهب ضحيتها القتلى الخمسة، متهماً من سماهم «مندسين أو مدفوعين من جهة أخرى» بالقيام بهذا العمل بغرض إشعال حرب بين مكونات الشعب العراقي. وطالب السعدي المسؤولين عن ساحات الاعتصام بمنع دخول الملثمين والمنقبين إلى ساحات التظاهرات، فيما دعا السلطات الحكومية إلى عدم حساب المندسين على المتظاهرين. من جهتها، عدَّت القائمة العراقية قتل 5 جنود في الأنبار مؤشراً خطيراً على تدهور الوضعين الأمني والسياسي في البلاد، واصفةً من قام بهذا العمل ب «العصابات المجرمة الخارجة عن القانون». وقالت العراقية في بيانٍ لها أمس «في الوقت الذي نستنكر وبشدة العمل الإجرامي الذي ذهب ضحيته 5 جنود عراقيين على يد العصابات في الأنبار، إلا أن الواجب الوطني يستدعي وقفة من جميع العقلاء في المجتمع لعدم جر البلد إلى نزاعات مجتمعية بسبب سياسة الحكومة». وكان معتصمو محافظة الرمادي أعلنوا أمس الأول، الجمعة، عن تشكيل جيش العشائر وأطلقوا عليه تسمية جيش «العزة والكرامة»، لكن نوري المالكي وصف هذا الجيش بأنه «جيش البعث والقاعدة» واعتبر أن ساحات الاعتصام تحولت إلى أماكن لاجتماعات القوى المناهضة للعملية السياسية والدستور. عراقيون في النجف جنوب بغداد يحملون جثمان أحد ضحايا تفجيرات وقعت الجمعة (رويترز)