الشريف: تتعامل «مكافحة المخدرات» بسرية تامة مع المبِّلغ عن مدمن متعافية: أوقفوا وصاية المدمنين على أبنائهم يعج المجتمع بكثير من القصص المأساوية، نتيجة إدمان الأفراد على المخدرات، حيث يفني المدمنون أعمارهم بأيديهم، ويدمرون أنفسهم وأسرهم، ويكونون على استعداد لفعل أي شيء للحصول على المادة المخدرة، حتى وإن عرضوا فلذات كبدهم للخطر، وفي الوقت الذي يجد المدمن في المخدرات متعته، تعمل هي على سلبه حياته، بعد أن قاده إليها عصابات تهريب وترويج الحشيش المخدر التي سجلت ارتفاعاً يقدر بنسبة (100%). استغلال الزوج وتجسد ريما إحدى تلك القصص، حيث تزوجت في الخامسة عشرة من أسرة لا تعرف الإدمان. فجأة تجد نفسها في أحضان شريك مدمن. أتى إليها بالحيلة وأن لديه فيتامينات مفيدة للمعاشرة الزوجية. بعد مدة من التناول اكتشفت أنها مخدرات، حينها أجبرها على مشاركته التناول والبيع. تقول ريما: أصبحت أعيش في جحيم ولا أتواصل مع العالم الخارجي بسبب إدماني، ابنتي ذات السبعة أعوام هي من ترعى إخوتها، حملت وأنجبت طفلين وأنا مدمنة. وكانت أصعب الصور في حياتي أن أشاهد ابنتي ذات الثلاثة أعوام في حضن المروج الباكستاني وهو يأخذها من زوجي رهينة لكي يعطيه كمية لبيعها وأنا معه. عندها اتخذت قراري بالعلاج. وتضيف: كانت الرحلة مؤلمة، استمرت أكثر من شهرين كان خلالها أبنائي لدى الجيران، عدت بعدها إلى طبيعتي، وطلبت الطلاق من زوجي وحصلت عليه، كنت خلالها عرضة للانتهاك أنا وبناتي الثلاث». مؤكدة أن البنت الكبرى لاتزال قيد التهديد، فمنذ مدة وجيزة حاول والدها جرها للإدمان، لاستغلالها للحصول على مزيد من المال والمخدرات، مناشدة المسؤولين بسحب الولاية منه، ومن جميع الآباء المدمنين، وقالت: أوقفوا هذه الوصاية للمدمنين. قتل ابنه من أجل جرعة ولم يدر بخلد تلك الزوجة التي تمسك بطفلها في السيارة أن من يزهق روحه أمامها هو أولى الناس بحمايته؛ أبوه، وذلك من أجل ثمن جرعة مخدر. إذ طلب منها زوجها إعطاءه المال من أجل المخدر فرفضت، هددها بأنه سيأخذ الطفل، تمسكت به فساومها عليه إما النقود أو الولد، ووسط بكاء الصغير وهول الجميع توقف بالسيارة ورمى به من الجسر، ليصل إلى الأرض ابن العامين جثة هامدة. زيادة المضبوطات وذكر مساعد مدير عام مكافحة المخدرات للشؤون الوقائية ورئيس اللجنة الإعلامية المركزية للندوة الإقليمية الثانية لمكافحة المخدرات عبدالإله بن محمد الشريف أن عصابات تهريب وترويج الحشيش المخدر سجلت ارتفاعاً يقدر بنسبة (100%)، وذكر أن مضبوطات الحشيش المخدر لعام 1432ه بلغت (23) طناً، فيما ارتفعت عام (1434ه) إلى (43) طناً، فيما انخفضت نسبة تهريب الهيروين مقارنة بنفس المدة الزمنية إلى (52) كجم مقارنة بالعام (1432ه) التي قدرت ب(111)كجم، أما حبوب الكبتاجون فسجلت انخفاضا بنفس الفترة الزمنية، حيث قدرت المضبوطات للعام الماضي ب(55) مليون قرص مقارنة بالعام الذي قبله ب(67) مليون قرص كبتاجون. وارتفع عدد المتهمين في قضايا التهريب والترويج للعام الماضي بالقبض على (40266) من (23) جنسية في مقدمتهم السعوديون واليمنيون. أما عدد المتهمين لعام (1432ه) فكان عددهم يقدر ب (38) ألف متهم. أما عدد القضايا للعام الماضي فكانت (32) ألف قضية وللعام الذي قبله فكان عددها (34) ألفاً. سرية المعلومات وفي المقابل طمأن الشريف المواطنين على أن أي معلومة تتم من متعاون سواء كان سعودياً أو مقيماً من داخل المملكة أو من الخارج هي محل الاهتمام، ويتم التعامل معها بسرية تامة، مؤكداً أن الأسر التي تتعاون مع مكافحة المخدرات للإبلاغ عن مدمن لديهم يتم التعاون معهم بسرية ويتم أخذ المدمن بعد التأكد من ذلك بالتعاون مع الأسرة وإدخاله إلى مستشفى الأمل بسرية أيضاً، ولا يتم معاقبته. نماذج حية للتعاطي وقالت الخبيرة الدولية للأمم المتحدة في مجال العلاج للإدمان لدى النساء الدكتورة منى الصواف ل «الشرق» إنها ستقدم ورقة عمل بعنوان (الدور الوقائي في مجال التوعية وتثقيف الأسرة والاحتواء المبكر لمتعاطي المخدرات) وستشرح من خلالها بعض المعلومات الجديدة لمرض الإدمان ولماذا تفشل أسالبيب العلاج التثقيفي في علاج الإدمان وأساليب الوقاية ومستوياتها. موضحة أن هناك ثلاثة مستويات، الأول لجميع شرائح المجتمع ويراعي الفروق بين الجنسين. أما المستوى الثاني فيستهدف الشباب والشابات الأكثر عرضة للوقوع في خطر التعاطي. فيما يتم التركيز في المستوى الثالث على برنامج إعادة التأهيل ومنع الانتكاسة لمن يعانون من مرض الإدمان. مضبوطات الحشيش المخدر لعام 1432ه بلغت (23) طناً انخفضت نسبة تهريب حبوب الكبتاجون في عام 1434ه انخفض تهريب الهيروين إلى (52) كجم مقارنة بالعام (1432ه) الذي بلغ (111) كجم تتعامل مكافحة المخدرات بسرية تامة مع من يتعاون معها ويبلغ عن مدمن (الشرق)