رفض نائب الأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني الدكتور فهد السلطان أن يكون هدف لقاء الخطاب الثقافي السعودي السادس، هو التضييق على مستخدمي تلك الوسائل، أو الحد من حرية التعبير فيها. وينظم المركز اليوم وغدا اللقاء في الدمام تحت عنوان «الحراك الثقافي في مواقع التواصل الاجتماعي»، تعقد فيه أربع جلسات يشارك فيها نحو سبعين مشاركاً ومشاركة من الناشطين في مواقع التواصل الاجتماعي و«يوتيوب» والمهتمين بها. فهد السلطان وقال السلطان ل«الشرق»: إن من يعرف رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، من تأسيس المركز لا يمكن أن يعتقد ذلك، مشيرا إلى أن خادم الحرمين الشريفين وجه منذ تأسيس المركز أن يكون قناة للتعبير المسؤول، ودوره يتمثل في إتاحة المناخ الملائم للحوار بين المشاركين والمشاركات بكل حيادية، ودون تأثير على المشاركين أو المشاركات، أو تغليب رأي أو توجه لأحد أطياف المجتمع على آخر. وأضاف أن نتائج اللقاءات التي يتوصل إليها المشاركون والمشاركات، تعرض بعد نهاية اللقاء، دون أن يكون للمركز دور في تحديد تلك النتائج، مشيرا إلى أن لدى المركز سجلا من اللقاءات التي نقلت على الهواء مباشرة وعبر المشاركون والمشاركات فيها عن آرائهم ورؤاهم بكل شفافية. وأكد أن المركز ليس له رأي في هذا الموضوع، وإنما من يحدد ذلك المشاركون والمشاركات، الذين يمثلون تقريباً جميع شرائح وأطياف المجتمع، ومنهم عدد كبير من الناشطين في وسائل التواصل الاجتماعي، لافتا إلى أن ما يهم المركز هو مناقشة موضوع الحراك الثقافي السعودي في وسائل التواصل الاجتماعي، وأن تكون هناك رؤية وطنية حيال هذا الموضوع، يتفق عليها المشاركون والمشاركات. وحول ما سيطرح في اللقاء، قال إنه سيتناول موضوع الحراك الثقافي في وسائل التواصل الاجتماعي، التي أصبحت في الآونة الأخيرة مكونا رئيسا ومؤثرا في قضايا الرأي العام، وثقافة المجتمع بشكل عام، لاسيما وأن مواقع التواصل الاجتماعي باتت إحدى الأدوات المهمة في التأثير على الرأي العام، ومكونا أساسيا في توجهات وثقافة قطاع الشباب، وأصبحت تشكل جزءا مهما من حياتهم اليومية، موضحا أنه لم يعد هناك حواجز أو فواصل بين الوسيلة والمتلقي، بل أصبح المتلقي هو من يصنع الحدث. وأضاف: من هنا تأتي أهمية عقد هذا اللقاء لبحث هذا الحراك الثقافي الناتج عن مواقع التواصل الاجتماعي، مشيرا إلى أنه سيطرح في اللقاء عدة محاور، سيركز الأول منها على إبراز القضايا العامة خصوصا ذات البعد الوطني، والترتيب الأولوي للاهتمام بهذه القضايا، وموضوع لغة خطاب ثقافة التواصل الاجتماعي، وسيتناول المحور الثاني سمات هذا الخطاب، والقيم الإيجابية والسلبية في لغته، وسيناقش محور آخر حاجة المجتمع السعودي من هذا الخطاب، مشيرا إلى أن هناك تفاعلا من المجتمع مع هذا الخطاب من جهة، ونقده من جهة ثانية، فيما تم تخصيص محور رابع للحوار حول موضوع المستقبل المأمول لخطاب التواصل الاجتماعي، وهو استشراف مستقبلي لهذا الخطاب، وتطوراته من حيث أهدافه ولغته وأساليبه وتطلعات الفاعلين فيه، والمتابعين له لآثاره الثقافية، والاجتماعية في الوطن. وبين أن هذا اللقاء سيفتح المجال لوجهات النظر المتعددة والمتنوعة المتعلقة بموضوع مواقع التواصل الاجتماعي، وسيتيح للمشاركين والمشاركات طرح آرائهم وأفكارهم للوصول لنقاط تواصل والتقاء تسهم مستقبلا في الاستفادة من مواقع التواصل الاجتماعي بشكل أكبر في تعزيز القيم الإسلامية والأخلاقية والوطنية، وتكريس هذا المفهوم لتكوين حصانة ثقافية عند مستخدمي هذه المواقع لمواجهة ما يمكن من محاولات لاستغلالهم عبرها. وحول صدى رسالة المركز في المجتمع السعودي، قال السلطان إن المركز حقق خلال الفترة الماضية كثيرا من أهدافه على أرض الواقع، سواء على مستوى اللقاءات الوطنية، أو برامج التدريب، أو مشاريع الشباب، أو غيرها من الإسهامات التي تعزز نشر ثقافة الحوار وقيم الوسطية والاعتدال والتسامح، مشددا على أن المركز سيعمل على استثمار ما تحقق حتى الآن، لبدء انطلاقة جديدة نحو إكمال هذه المسيرة، التي لن تتوقف عند إنجاز معين، بل يجب أن تسير في خط متواز مع كل المراحل المتغيرة التي يمر بها المجتمع والمنطقة والعالم بأسره. لقاءات الخطاب الثقافي السعودي * الأول: واقع الخطاب الثقافي وآفاقه المستقبلية – الأحساء (ديسمبر 2009م). * الثاني: الهوية والعولمة في الخطاب الثقافي – الرياض (يونيو 2010م). * الثالث: القبلية، والمناطقية، والتصنيفات الفكرية وأثرها على الوحدة الوطنية – جدة (ديسمبر 2010م). * الرابع: مفهوم الإصلاح والتطوير في المجتمع السعودي – الرياض ( نوفمبر 2011م). * الخامس: الثوابت الوطنية للخطاب الثقافي السعودي – الرياض (ديسمبر 2012م). * السادس: الحراك الثقافي في مواقع التواصل الاجتماعي – الدمام (إبريل 2013م).