أبها – سعيد آل ميلس المقاول «القوي» نادراً ما يتعثر لقوة إمكاناته وحرصه على سُمعته. حققنا نسبة كبيرة من الأهداف المنشودة في توظيف النساء. أرفض وصف مشروع مبنى أمانة عسير الجديد ب «المتعثر» نزفّ البشرى لأهالي أبها بتوزيع ما يقارب ال 5000 قطعة قريباً جداً. نسبة المشاريع المتعثِّرة ل «أمانة عسير» لا تتجاوز 10%. كشف أمين منطقة عسير إبراهيم الخليل، أن نسبة المشاريع المتعثرة في عسير لا تتجاوز ال10%، ورفض وصف مشروع مبنى أمانة عسير الجديد ب «المتعثر»، وقال «يسير بشكل جيد وتم الانتهاء من المرحلة الأولى، وتم تسليمها» مؤكداً تنفيذ 40% من المرحلة الثانية (الملحق)، فيما نفى الخليل تسببه في إيقاف توظيف عشرات الشباب المتقدمين لوظائف في بلدية خميس مشيط، مرجعاً ذلك لأسباب إدارية وخلل في آلية توظيفهم. وأكد الخليل في حوار خاص ل»الشرق» أنه لا يرغب في شراء الإعلام، متأسفاً لحالة التصادم بين بعض الإعلاميين والمسؤولين، مشيراً إلى أن الإعلام السعودي مازال بعيداً عن الوصول لهدفه في تقديم الخدمة للمواطن، وتطرق أمين منطقة عسير إلى عديد من القضايا التي تهم المنطقة في ثنايا الحوار التالي: مشاريع متعثرة * يعد مشروع مبنى أمانة عسير أحد المشاريع المتعثرة في المنطقة.. ماذا تم بشأنه؟ وكم تقدر نسبة الإنجاز فيه؟ - أرفض وصف مشروع مبنى أمانة عسير ب»المتعثر»، فهو يسير بشكل جيد وتم الانتهاء من المرحلة الأولى وهي البرج، وتم تسليمه، والآن نحن في المرحلة الثانية الملحق، وهو يسابق الزمن المخصص له، والمتبقي له حسب العقد سنة كاملة، ونسبة الإنجاز في الملحق 40%. * كم نسبة التعثر في إجمالي مشاريع أمانة عسير بشكل عام؟ المتعثر لا يتجاوز 10% من إجمالي المشاريع، ولكن هناك من المشاريع المتأخرة حجمها كبير ونحن في سباق مع الزمن لإنهائها. * يتذمر صغار المقاولين من حزم الأمانة عليهم في تنفيذ المشاريع، بينما لا تتعامل بنفس القوة مع كبار المقاولين؟ - المقاول (القوي) نادراً ما يتعثر أو يتأخر لأنه يؤدي عمله بنجاح لقوة إمكاناته وحرصه على سمعته ودرجة التصنيف، ولكن المقاول الصغير هو من يتسبب في التأخير نظراً لحصوله على عدة مشاريع تفوق إمكاناته. نزف التعديات * ما الحلول التي وضعتها الأمانة لحل معضلة التعديات؟ - نحن نسعى جاهدين لإيقاف نزف الأراضي بسبب التعديات، ونعمل على سبق المتعدي في إحياء الأراضي وتخطيطها، كما أن هناك تعاوناً فيما بيننا مع لجنة التعديات بإمارة المنطقة لإزالة التعديات بشكل مبكر قبل أن تتطور. ولكن الإزالة لها إجراءات نظامية تأخذ بعض الوقت، مما يساعد أحياناً المتعدي في الاستمرار. * المتابع لمشروع طريق المدينة العسكرية -مطار أبها يلاحظ وجود تعديات لم تتم إزالتها، مما أخر التنفيذ، كما أن هناك معارضين يرفضون إقامة المشروع؟ - أُبَشر الجميع أن المشروع ينفذ حالياً بشكل جيد، وقد اتخذنا إجراء في الفترة الأخيرة، وهو عدم تسليم المقاول أي مشروع حتى تقوم الأمانة بإزالة جميع التعديات التي تتعارض مع التنفيذ ثم نسلمه للمقاول لكي لا يدخل في أي إشكالات. أما ما يخص المعترضين، فنحن نحاول إفهامهم أن المشروع تنموي ويهم المنطقة، ونؤكد لهم على حفظ حقوقهم المالية متى ما أثبت الشخص صحة تملكه الأرض. أمر مزعج * كيف ترون تعاون الجهات ذات العلاقة مع الأمانة في ترحيل الخدمات قبل بداية أي مشروع؟ - ترحيل الخدمات أمر مزعج جداً، فالجهات الأخرى متعاونة ولكن تصادفنا مشكلتان؛ الأولى أن ترحيل الخدمات قد يأخذ 30% من قيمة المشروع، وهو مبلغ ضخم جداً، والمشكلة الثانية أن الجهة التي رحلت خدمتها ترغب في تطوير جودة الخدمة على حساب الترحيل. مثلاً أن تكون الخدمة المرحلة هوائية تحاول الجهة المعنية تحويلها إلى أرضية، وبذلك تكون حسّنت خدمتها على حساب المشروع. حلول مُرضية * هل من جهات معينة تعانون منها؟ - لا أستطيع الحديث بأسماء الجهات ولكن نحن معهم في نقاش متواصل ودائماً ما نصل لحلول مُرضية. * ذكرت في حديث سابق لك أن تنسيق المشاريع في عسير يعدّ أمراً مخجلاً، هل مازلت مقتنعاً بنفس الحديث، وهل توصلتم لآلية عمل لتحسين الأداء؟ - أنا مازلت عند حديثي أن التنسيق بين المشاريع مخجل جداً، ولم نصل لأي آلية إلى هذا الوقت، لأنه يصعب التنسيق خلال الفترة الحالية، ومؤسف جداً أن تبدأ جهة ما (أ) في مشروع وتنتهي منه ثم تبدأ الجهة (ب) وفي نفس الموقع أيضاً. * المنح البلدية في عسير لا تسير بالشكل المطلوب، ما هو السبب؟ وإلى أي عام توصلتم في التوزيع؟ - أتفق معك أنها لا تسير بشكلها المفترض، وقد تكون فقدت هويتها مستقبلاً، لأن جزءاً منها لدى البلديات وجزءاً آخر لدى وزارة الإسكان. وإذا لم توحد الجهود ستبقى عملية إسكان المواطنين متعثرة بين هذه الجهات. والحل أن تُسهم وزارة الإسكان في تمويل الناس بقروض عن طريق وزارة المالية لمن يملكون أراضي وستبدأ في حل جزء من المعاناة بدلاً من انتظار صندوق التنمية لسنوات، وبذلك تحل نسبة كبيرة من مشروع الإسكان. وأما ما يخص التوزيع في أبها فنحن متأخرون جداً، ووصلنا لقائمة من تقدم عام 1402ه، وهناك بشارة نزفُّها لأهالي أبها عن توزيع ما يقارب ال5000 قطعة قريباً جداً. آلية خاطئة * هناك اتهام موجه لك بأنك من تسبب في إيقاف توظيف 38 شاباً في بلدية خميس مشيط بعد أن باشروا العمل في البلدية؟ - أنا لا أملك صلاحية إيقاف التوظيف لأنني موظف مثلهم وأمير المنطقة ووزير البلديات لن يسمحا لي بمثل هذا التجاوز، ولكن الحقيقة هي أن آلية توظيفهم لم تكن سليمة، وبلدية الخميس أخفقت في النهج الإداري السليم في توظيفهم، وهذه الوظيفة ليست حقاً لشخص معين بل هي حق لمجموعة مواطنين، لأنك قد تحرم آلاف الشباب ممن هم أكفأ بهذه الوظيفة وقضيتهم الآن لدى المقام السامي لمناقشتها. * أفهم من حديثك أن الواسطة والعلاقات الشخصية هي السبب في توظيفهم؟ - أنت تريد أن تسميها واسطة هذا شأنك، أما أنا فأقول آلية توظيفهم لم تنتهج النهج الإداري الصحيح. توظيف النساء * هل حققتم المستهدف في توظيف الجانب النسوي؟ وماذا عن نوعية مهامهم؟ - نعم حققنا نسبة كبيرة من الأهداف المنشودة، ومازلنا نطمح في توظيف عدد أكبر وكفاءات أفضل، ونحن بذلك خدمنا المرأة التي هي أختي وأختك وقريبتي وقريبتك من معاناة مراجعة الأقسام الرجالية بتهيئة قسم نسوي مستقل يقوم على خدمتهم، وآلية عملهن أيضاً فنية من خلال جولات على المحلات النسائية ومراقبتها. * على الرغم من ضخامة ميزانية الأمانة، إلا أن بعض تصاريحك الصحفية تذكر أن قلة الموارد حالت دون تنفيذ بعض المشاريع؟ - نعم ميزانية العام الحالي متميزة، ولكن مقارنة بالمشاريع التي لدينا مازلنا نحتاج ضخاً أكبر، ولو قارنا الميزانية بالمشاريع التي لدينا فسنجدها قليلة. * إلى أين توصلتم بشأن مشاريع الإسكان مع وزارة الإسكان؟ وماذا تم بخصوص إيجاد مواقع لتلك المشاريع؟ - أعتقد أن حجم الأراضي التي مُنحت لوزارة الإسكان في عسير قادرة على إنجاز شيء جميل، وقد زُرنا تلك المواقع وبإذن الله ستخدم المنطقة وأهلها. * أصدرت قراراً بإغلاق مقاهي تدخين الشيشة في أبها. ثم تم إعادة فتحها. هل من ضغوط مُورست عليكم؟ لا، لا توجد أي ضغوط علينا، وتم إعادة فتحها للذين صححوا مخالفاتهم، وأقاموها في مواقع خارج المدينة، وأما التي أغلقت بسبب وجودها داخل الأحياء السكنية فلم تفتح ولن تفتح أبداً. تسرب الكفاءات * أمانة عسير تعاني من تسرب الكوادر، وخصوصاً الفنية. ما الأسباب والحلول؟ - ليست أمانة عسير وحدها هي من تعاني من التسرب، بل الأمر يحدث على مستوى البلديات بشكل عام، والسبب يعود إلى إقبال القطاع الخاص عليهم، وإعطائهم رواتب ضخمة، وبالتالي يغادرون لمن يعطيهم مردوداً مالياً أعلى، وذلك سبَّب لنا أزمة. وفي هذا الخصوص اجتمعنا مع معالي الوزير في الفترة الماضية وتمت مناقشة مثل هذه المشكلة، وذلك من خلال رفع أداء الكادر وتحسين المكافآت. وستتم دراسة الأمر، ونؤكد هنا أن وزير البلديات مهتم بهذا الأمر وحريص على معالجته. * لماذا لم تحاول نقل تجربة الأحياء النموذجية التي طبقتها في بلدية عنيزة إلى عسير؟ - في عسير قد تكون الفكرة سابقة لأوانها، لأن المواطن قد لا يقبل لأنه لم يتصور الفكرة حتى الآن، ويجب أن نعيش واقعنا، ونحن بدأنا التطبيق في المخططات الحكومية التي هي تحت سيطرتنا، وإذا استطعنا إقناع المواطن العسيري بجدواها سيتم تطبيقها. * ألا تتفق معي أن المجالس البلدية أحرجتكم مع المواطنين برفعها سقف الطموحات للمواطن وهي لا تملك الصلاحيات؟ - يجب أن تعلم أن المجلس البلدي في أمانة عسير من أكفأ المجالس البلدية، وذلك لأنه كان حلقة وصل بين الأمانة والمواطن واستطاع بمهنية عالية أن يأخذ من الأمانة كثيراً مما يريده من المشاريع، وبذلك أرى أنهم وُفقوا كثيراً ولم يحرجونا. * موقع أمانة عسير على الشبكة العنكبوتية لم يصل لحد الطموح، هل هناك من عوائق معينة؟ - نعم.. لم نصل للمستوى المُرضي، ومازلنا في المرحلة الثانية، حيث وقعنا اتفاقية مع شركة عالمية لتطوير الموقع، ونعِد الجميع بأن الموقع سيكون على مستوى الطموح. * علاقتك بالإعلام يشوبها كثير من المد والجزر.. أين الخلل؟ - إعلامنا في هذا الوقت لم يرتقِ، ومازال بعيداً عن الوصول لهدفه في تقديم الخدمة للمواطن، ومازالت المؤسسة الإعلامية لدينا كما هي في باقي دول العالم مؤسسة ربحية بالدرجة الأولى. وليس لدي أي خلاف مع الإعلام بتاتاً، ولكن ربما أنني لا أحب أن أشتري الإعلام كما يفعل كثيرون. أنا رجل واضح في علاقتي مع الإعلام، وأتعامل بواقعية، ولست من هواة الإثارة، لأنني على قناعة بأن رسالة الإعلام خدمية وليست ربحية، كما أنني أرى أن المسؤول الذي يقدم مصلحة المواطن قد لا يلبي رغبة بعض الإعلاميين مع الأسف، وبالتالي يحدث التصادم. أمين عسير خلال الحوار أعضاء “بلدي عسير" يتابعون أحد المشاريع (الشرق)