هؤلاء الذين يذيقونك الكلام الجارح ثم يُردفون وراءه كلمات مثل «لقد كنت أمزح»، إنهم فعلاً يقصدون منها الإيذاء لا المزاح، فانتبه لهم، وحاول تجنُّبَ سمومهم التي تبثُّها أفواهُهم وهم ليسوا قلةً في مجتمعنا نساءً ورجالاً. هؤلاء المسمومون يوجدون في كل زمان ومكان قد يكونون في المجلس الذي يجلس فيه الرجل، وفي الفرح الذي تحضره المرأة، في المدرسة، في الجامعة، في مكان العمل، في الجلسات اليومية، أو المناسبات الدورية. وأحياناً يصعب تمييزهم إذا لم يملك المرء فطنةً ومهارةً في فحص الآخرين. «الناس المسمومون» تُشعل قلوبَهم الغيرةُ من نجاح الآخرين أحياناً، فيبحثون عن العبارات المحبطة لتثبيط همم الناجحين، وأحياناً يكون سلوكاً بشرياً بُغيةَ إيذاء الآخرين حيناً بسبب أمراض نفسية دفينة، وأحياناً بلا سبب واضح أكثر منه طبيعة بشرية سيئة. هذا ما ورد في كتاب الدكتورة ليليان جلاس“Toxic people" أو «الناس المسمومون». المدهش في الموضوع أنَّ المؤلفة السيدة جلاس تقول في كتابها إنَّك ستفاجأ أنَّ هؤلاء المسمومين قد يكونون أصدقاء مخلصين لبعض الناس، وهذا ممَّا يزيد الأمر حيرة. الناس الطيبون والناس الأسوياء لا يلجأون إلى جرح كرامة الآخرين أو الاستهزاء بهم، أحياناً بسبب وأحياناً بلا سبب، ولكن بحجة الدعابة. افحص أصدقاءَك وجلساءَك إذا لحظت منهم من تضيق نفسك من نغزاته ورميه الكلامَ على عواهنه مراراً وتكراراً، هذا الكلام الذي يذهب معك إلى مخدع نومك ويسبب لك الأرقَ أحياناً، فاعرف أنَّه مسمومٌ يجب التخلص منه فوراً.