عبدالمنعم الحسين اطلعت على كاريكاتير الفنان أيمن في العدد رقم 105 من صحيفتكم عن موقع «تويتر»، وأود أن أساهم بهذا المقال، حيث يتزايد، يوماً بعد يوم، عدد الدخول والاهتمام بموقع تويتر الفاتن، ويتنامى عدد التسجيل من كل دول العالم، ومن السعودية على الوجه الخصوص، حيث يزيد المنتمون وأصحاب الحسابات بشكل لافت من الجنسين، ومن كافة الأطياف والأعمار. وللأسف، كثير منهم يدلفون لهذا الموقع دون أدنى توعية وعناية بالسلوكيات التي ينبغي أن يراعيها مستخدم الموقع!في إحصائية تنسب لموقع تويتر نفسه، فإن الموقع يملك مائة مليون مستخدم نشط، بمعنى منتظم في زياراته ومشاركاته في الموقع، ولقد تزايدت شعبية هذا الموقع مع أحداث الربيع العربي، وهو من الشبكات الاجتماعية ومما يسمى بالإعلام الجديد.سأحاول سرد عدد من الملحوظات التي لاحظتها، بعضها مما سقطت عليه عيني في التنبيهات الخاصة بالموقع، من ذلك الدخول المعقول للصفحة، وتجنب الإدمان والتعلق، حيث ينصرف الشخص إلى نوع كائن تقني بليد، جل وقته على الصفحة، يحدثها ويرد، ويضيف ويمحو، ويراقب تزايد عدد المتابعين، ويتأثر بشدة لانخفاضهم!تقوم فلسفة الموقع على (التابع والمتبوع) فكل شخص يتصفح في الموقع، فهو يسجل في صفحات أناس يهمونه، بغض النظر عن رضاهم أم لا، وبعدد لا محدود من جميع المتابعين، أو الحسابات التي تستطيع أن تتابعها، حيث تظهر لك في صفحتك، والشريط الزمني، كافة التحديثات التي يقوم بها أولئك الذين سجلت بطوعك واختيارك حساباتهم. ينبغي كذلك مراقبة الله تعالى فيما تكتبه، وتحري الصدق وعدم التعجل والتهور في كتابة ردود أو كتابات تكون مسؤوليتك عنها أدبياً واجتماعياً وقانونياً ورسمياً.ليكن شعارك «ادفع بالتي هي أحسن» ليكن شعارك حال وجود أشخاص يضايقونك «وأعرض عن الجاهلين» لتترنم ببيت الشاعر القديم «يخاطبني السفيه بكل قبح فأكره أن أكون له مجيبا، يزيد سفاهة فأزيد حلماً كعود زاده الإحراق طيبا» تأن في الكتابة، ولا تكثر من تغريداتك، بحيث لا تقل عن واحدة يومياً، بمادة إنشائية منوعة بين الخبر والمعلومة، ولا تكثر من الثرثرة بطريقة تجعل كلامك وتغريداتك كثيرة، لحد يتأذى المتابع فيقوم بالحذف، واستفد من قانون الاختصار ولا تتحايل عليه بتجزئة التغريدات، بحيث يكون ظهورك بشكل مرهق داخل صفحة متابعيك! رد على التعليقات والأسئلة، وتجنب الدخول في حوارات عبر تويتر، فالمتابع لك سينزعج من (قلت وقال) خاصة إذا كانت الفكرة خاصة أو سطحية تافهة. وابحث عن الجديد النوعي، تعامل مع نفسك بحزم، مع استخدام ميزة إعادة النشر (ريتويت) ولا تطلب من غيرك أن يعمل (ريتويت) مهما كان السبب، اجعل الآخرين هم من يقرر استخدام زر إعادة النشر وليس بطلب منك. لا تغفل المجاملات لكن بحدود، إذا أردت أن تجامل، حدد المشاركات بزر الإعجاب ولا تعد النشر إلا في وجود القيمة العالية.واعلم أنه ليس مهماً متابعة كل من يتابعك، والأفضل أن لا تجامل في ذلك في فكرة الحذف والإضافة، وأن تتقبل بروح رياضية حذف أصدقائك لحسابك، خاصة إذا كانوا يتابعون الحساب في شبكة اجتماعية أخرى مثل الفيس بوك. وتجنب الكلام المتهجم أو الغيبة أو الألفاظ السوقية أو الفاحشة، فلا تكتب بكفك غير شيء يسرك في القيامة أن تراه، وانتبه للحقوق الفكرية، وعدم سرقة عبارات الآخرين ونسبتها لنفسك، وتجنب المنزلقات التي تهاجم منتجات لشركات في السوق ومقاطعتها، وأحيانا أخبار غير حقيقية، تعرضك للمساءلة والمحاسبة. وحاول أن تدير رغبتك في الحصول على السبق في نشر الخبر بتحري الدقة، خاصة في المسائل التي يتحراها الناس. وتجنب التأليب ونقل الإشاعات وبثها أو الاهتمام بها. وتجنب كذلك المعاكسات، بتتبع حسابات القصد منها المعاكسة والتلصص والتحرش أحياناً. وانتبه للصور، وعدم أحقية نشر صور أناس أو جهات لم تملك أنت الإذن بتصويرهم، ما يعرضك للمساءلة. وتجنب إيذاء الأطفال وتدمير حياتهم المستقبلية بنشر صور لهم أو مقاطع محرجة لهم في تقدمهم بالعمر لاحقا. وانتبه للتجمعات الإرهابية والطائفية وتأليب الرأي الفكري والمناداة لما يخل بالأمن من اعتصامات أو دعوات للتجمهر أو التجمع.واجعل صفحتك صالحة لتسويقك في عملك وفي مجتمعك ولا تجعل فيها ما يسيء لك، وانتبه دائما للحلال والحرام وعدم نشر صور أو مقاطع فاسدة. كذلك راقب مزحك واضبطه باللياقات الاجتماعية والشرعية. وتميز بتغريداتك واجعلها تعبر عن شخصيتك ولا تلجأ للطرق الابتزازية لكسب أعداد متابعين وهمية تتم عن طريق الشراء، واحترم دائما وقت وعقلية هؤلاء الذين سجلوا في قائمة متابعيك، وانتق أطيب ما تجد لهم. وأتمنى لكم إقامة سعيدة في عالم التويتر. كاريكتير الزميل أيمن الغامدي عن تويتر منشور بتاريخ 18 مارس الجاري (الشرق)