أطلق نادي (رؤية) للكفيفات في القسم النسوي في برنامج الأمير محمد بن فهد لتنمية الشباب، بالتعاون مع إحدى الشركات مؤخراً، الفيلم التعليمي»إذا شفتني» للمخرج بدر الحمود، وسهى الموسى في كتابة السيناريو، ومساعد المخرج راجح السهيمي. قدم عدد من الأطفال المكفوفين عبر الفيلم نصائح لأفراد المجتمع في كيفية التعامل الأمثل مع مكفوفي البصر، وتأتي هذه المبادرة من القائمين على العمل بالتعاون مع نادي رؤية الكفيفات؛ لتكشف مدى حاجة ذوي الاحتياجات الخاصة للاندماج مع مجتمعهم الذي يعيشون فيه، وفي نهاية المشهد يوجه القائمون على العمل رسالة لمدارس الدمج لتشجيع المكفوفين على استخدام العصا البيضاء للطلاب مكفوفي البصر، والعمل على تأهيل المباني المدرسية حتى تناسب احتياجاتهم، مع توفير الكتب المدرسية بلغة «برايل» مع بداية كل عام دراسي. مدة الفلم 3:22 ق، ويعتمد على تبادل الأدوار عبر مجموعة من الأطفال المكفوفين، من خلال رسائل مباشرة ومركزة بأصواتهم تجاه المجتمع، وبعد رفعه على موقع «يوتيوب» العالمي، تجاوزت أعداد المشاهدين 140 ألف مشاهدة، بالإضافة لعشرات التعليقات التي أشادت بالفيلم فكرة ومضموناً. وتقول مديرة المكتب النسوي في برنامج الأمير محمد بن فهد لتنمية الشباب، منى الطعيمي، ل»الشرق» «إن هذه المبادرة تأتي ضمن المبادرات العديدة للبرنامج لتنمية قدرات شباب وشابات المنطقة الشرقية، وإعداد جيل قادر على مواجهة متطلبات الحاضر والمستقبل». وتشير الطعيمي إلى أن البرنامج يهدف إلى دمج هذه الفئة الغالية في المجتمع، وجعلها قادرة على الاعتماد على نفسها، والاستفادة من جهودها في التنمية بوجه عام. كما يهدف النادي إلي بث روح التواصل الاجتماعي بين الفتيات السعوديات، وإيجاد قناة للتواصل بينهنّ وبين المختصين. وأوضحت الطعيمي أن أهداف النادي تتلخص في الاهتمام بشؤون المكفوفات، وإتاحة الفرصة لهنّ لتبادل الخبرات، ودعم احتياجاتهنّ، وبناء الثقة بالنفس، من خلال إقامة الدورات والمحاضرات «التنموية والإدارية والحرفية»، وإقامة معرض لبيع منتجاتهنّ اليدوية، وإقامة برامج ترفيهية مثل المحاورات الشعرية وفن الخطابة والإلقاء، وتقديم عروض ومحاضرات معدة من قبل عضوات النادي، وإكساب المكفوفة مهارات بما يتناسب مع إمكاناتها، كما يطمح البرنامج إلى تمكين الموهوبات منهنّ من المشاركة الدولية في المجالات المناسبة وتطوير الشخصية. وكشفت الطعيمي أن عضوات من المكفوفات يقمن بإدارة النادي تحت إشراف البرنامج، حيث يضم النادي 77 فتاة مكفوفة مشاركة، وقد اهتم بتنظيم دورات تدريب وتنموية لهنّ مدتها ستة أشهر لتعلم مهارات الحياة، كما يهدف البرنامج إلى زيادة الاهتمام بتوثيق العلاقات الإنسانية والاجتماعية بين الكفيفات وضعيفات البصر والمجتمع، بالإضافة إلى تنمية قدراتهنّ ومهاراتهنّ إلى أقصى حد ممكن، مع تكوين الوعي العام لديهنّ، والعمل على دمجهنّ الشامل بالمجتمع؛ لكي يصبحن طرفاً فاعلاً يؤثر فيه ويتأثر به، وكذلك تقدير قيمة المرأة الكفيفة وضعيفة البصر، وقيمتها المتميزة ومهارتها وخبراتها وطاقتها ومقدرتها على العمل والإنتاج، مع تنمية المواقف الإيجابية، وتفهّم الحاجات لديها؛ للتصدي للصعوبات، وتذليل العقبات التي تعترضهنّ خلال حياتهنّ اليومية.