وحضرت بالصدفة لقاء مجموعة من قريباتي الكبيرات في العمر. ووجدت أن حديثهن يتركز حول ثلاث قضايا تهمهن. الأولى قُرب موعد الزيارة التي سيقوم بها الرئيس الإندونيسي إلى المملكة، التي قيل إن الرئيس سيبحث فيها مع وزير العمل السعودي مسألة استئناف حضور العاملات الإندونيسيات إلى المملكة بعد التدخلات (غير الحميدة) التي قامت بها الوزارة واللجنة الوطنية للاستقدام، الأمر الذي أدى إلى توقف تدفق العمالة الإندونيسية، ومرور الأسر السعودية بتجارب مريرة مع عاملات من جنسيات أخرى. هن يترقبن الإعلان عن العودة خلال الزيارة الميمونة، وكل الذي تخشاه السيدات أن تأتي أفكار جديدة من وزارة العمل وشركائها لإفساد الاتفاق. الثانية: خوف السيدات من شمول رخصة العاملات المنزليات والسائقين في مكرمة الوزارة الأخيرة، التي تُدخل إلى خزينة الدولة 60 ملياراً في كل عام، أما القضية التالية فهي: الإجماع الذي بدا واضحا عند السيدات على عدم الخروج من المنازل إلا عند الضرورة لا غير. فهن يقلن إن البقاء في المنازل أفضل من حرق الأعصاب، ومن ازدحام السير، وكثرة الحفر والتحويلات. فأصبح المشوار الذي كان يستغرق عشر دقائق، يستغرق أكثر من ساعتين.. وتساءلت إحداهن: لماذا نحن البلد الوحيد في العالم الذي يستغرق فيه تنفيذ المشاريع مُدداً طويلة بالسنوات لا بالأشهر؟، وتقول: آخر مثال على ذلك هو مشروع ما بين ميدان الدراجة والجواد الأبيض، الذي سيستغرق تنفيذه خمس سنوات، وبمبالغ خيالية، وقالت أخرى: في أي مكان آخر لن تزيد مدة تنفيذ مثل هذا المشروع على عام، حتى في أسوأ الظروف.