لم تجتمع العائلتان إلا على المقبرة. كانت العيون تحدق في فتاة. لم تكن غريبة.. إنها بنت الرئيس الفرنساوي فرنسوا ميتران. على المقبرة عرفت كل عائلة صنوها في الطرف المقابل. كان فرنسوا ميتران يعيش حياتين. مع زوجته الأولى لم يبقَ ثمة عشق وغرام. يقضي عطلة نهاية الأسبوع مع السيدة الأولى. أما الليالي الحميمة الجميلة فكانت مع موظفة شابة تعرف عليها من متحف وطني. كان عمره 45 عاماً حين كانت في سن الشباب 18 عاماً؛ فغرق في محيط حبها وأنجب منها (مازارين) التي تشبهه جداً. حين نجح في الانتخابات الرئاسية صرخت الطفلة في المدرسة أبي أقوى رجل في العالم. اتصلت المدرسة بالأم مَن أبوها؟ كان المدير يحدس أن ثمة شخصية مهمة خلف هذه الطفلة. أحضرت الأم الطفلة في نفس اليوم وقالت لها: والدك الذي يزورنا كل يوم وليلتين هو لنا، إياك الإفصاح عنه. كل شيء يجب أن يبقى ضمن أربعة جدران. تقول الطفلة هكذا عشت في ضيق وعذاب كل عمري، فلا يجوز لي أن أقول إن أبي رئيس الجمهورية الذي حكم فرنسا 14 عاماً. كانت شخصية ميتران قوية فلا يسأله من هو في حضرته. أخذ العائلة إلى شقة جيدة ووضع لها حراسة منتخبة خاصة. كان يدعو ابنته لزيارته في الإليزيه ولكن من الباب الخلفي فيتمتع معها بعشاء إمبراطوري. وأعجب ما انتهت إليه مازارين زواجها برجل مغربي كان بجنب الرئيس في سكرات الموت وهو يسأله: أنتم المسلمون، ما تصوّركم عما سأقابله؟ اشرح لي يا محمد محند!