- صدقوني أكره جَلْد الذات، فمن المستحيل أن أكتب عبارة «زامر الحي لا يطرب» في مرآتي الصباحية التي يبدأ بها يومي. ولكن ما يحدث في كرتنا من مصائب، وخصوصاً نظام الاحتراف، ذبح المنتخب فتفرق دمه بين لاعب ومسؤول وإعلامي. اللاعب يأخذ ولا يعطي، والمسؤول يعشق الاحتراف الأعرج، بينما الإعلام يصفق ويمجد لأي انتقال للاعب تتوافق فيه الصفقة مع لون عدسة العين، والمحصلة لاعب سعره ليس فيه. بالعربي نحن نشارك في نحر كرتنا ثم نمشي في جنازتها، متناسين السبب الحقيقي ورافعين شماعة المدرب، وكأن إنجازاتنا السابقة لم تتحقق بلاعبين هواة، ومدربين أقل هواية. تساءلوا، لماذا لاعبو الملايين لدينا لا يعرفون من الاحتراف إلا المال، وكونه ساعة تدريب يومية؟ بعدها يتحولون إلى هواة «سهر، ومفطح، وشيشة». وفتشوا في نظام الاحتراف، لتجدوا المزاجية التي صنعها المسؤول حاضرة في تحديد أسعار اللاعبين، دون أية قواعد، ودون أية شروط تحفظ للاعب مستواه طوال عقده مع النادي. واجمعوا بين هذا وذاك، لتجدوا إعلاماً منقسماً بين الألوان، يهلل ويدافع وينافح حول نجوم لا يهمهم «طور النسيان بقدر طوي النيسان». شاهدوا أوروبا، حيث اللاعب يكون محترفاً في تدريبه وطعامه ونومه وكل شؤون حياته؛ لأنه يعلم أن العطاء سيحدد سعر عقده. نعم سيتحدد سعره من خلال ما يسمى ببورصة اللاعبين، التي تعتمد على الأمور الفنية والبدنية، وسجل الإصابات، ومركز اللاعب، وفاعليته في الملعب، وسيرته الذاتية. علاوة على ذلك، اقرأوا قانون «اللعب المالي النظيف» خشية حدوث ارتباك في سوق الانتقالات، وبالتالي ترتفع أجور اللاعبين إلى مستويات هائلة لايستحقونها. أظن الآن اتضحت الصورة، ومنها قد نكتشف السبب الجوهري وراء فشل لاعبينا، وضعف عطائهم مع منتخبهم وفي أنديتهم، فهناك الاحتراف «هات وخذ» وهنا «أررررزاق».