ضحكت كثيراً من ذلك المحلل المتذاكي والذي قد برمج لسانه على ترديد عبارة "عنصر المفاجأة" في هروبه من القراءة الفنية لتحليل مباراة خالية من الجمل التكتيكية في دوري زين. وقهقهت أكثر وأكثر على من وصف خيبة كلاسيكو الهلال والاتحاد "بالمفاجأة" ذاتها وكأن منتخبنا قبلها بأيام لم يضرس بأنياب مختلفة التضاريس أشبعته نهشا في المحفل القاري فعن أي كلاسيكو تتحدثون أصلحكم الله وعن أي مستوى تبحثون والهند كانت أفضل منا في صمودها لآخر لحظة . أتفق مع كل متغني بان كرتنا في عصر الهواية قدمت مستويات مبهرة تسيدت بها القارة الأكبر في ثلاث مناسبات ولكن بعد كل ذلك وقفنا نبكي أطلاله في عهد الاحتراف فما الذي اختلف في أمور ممارستنا لكرة القدم؟. من حقنا أن نستغرب ونتخوف مما أوصلنا له احترافنا إن بقوا لاعبينا على ما هم عليه من ممارسات يكتشف من خلالها المتابع عودتنا للبداية من نقطة الصفر ، وليس من حيث انتهينا في عصر الهواية الذي يفترض أننا تجاوزناه وأخذنا منه الدروس والعبر. لنجد في عصر الهواية أن الأندية كانت شديدة الحرص على صناعة اللاعب وتعزيز شهرته ومكانته وولاءه وأركز على ولاءه لانعكاسه على روحه مع المنتخب الوطني بينما في عهد الاحتراف ينتقل اللاعب وكل همه حفنة من الملايين بعدها كما ذكر ذلك الناقد "لايبالي أن يكون في طي النسيان فهو مهتم أكثر بطوي النيسان". عصر الهواية أمثلته الجميلة حية فحمزة إدريس انتقل إلى الاتحاد بثمن بخس فحقق مع فريقه والمنتخب الإنجازات حتى انتهى به المطاف وهو نجما كما كان بينما في عهد الاحتراف المشهد على النقيض تماما حيث انتقل ياسر القحطاني للهلال بأرقام فلكية صحبها صيت غير مسبوق فمن منا لايعرف الكاسر ولكن أين بريقه الآن..!. أعلم كما يعلم الجميع بأن الاحتراف هو من مقومات التقدم والتطور في كرة القدم ولكن كرتنا أسيرة للهواية في عصر الاحتراف فخطواتنا خاطئة جداً في هذا المجال وبعيدة كل البعد عنه ، لأنه وببساطة فهمنا للاحتراف لا يتعدى كونه ساعة تمرين يومية بعدها يتحول اللاعب المحترف إلى هاوي "مفطح وشيشة وسهر". محمد البدراني كاتب رياضي ومسئول سبورت في جدة