لم يكد يهدأ العالم الإسلامي بعد أن أريقت كثيرٌ من الدماء، إثر عرض الفيلم المسيء لخاتم الأنبياء والمرسلين النبي محمد – صلى الله عليه وآله وسلم – إلا وقامت إحدى المجلات، ببث روح الفرقة بإعادة نشر رسوم مسيئة للإسلام، كي يواصل فتيل الأزمة اشتعاله بين المسلمين وشعوب العالم، ليتم تعبئة العالم ضد المسلمين جميعاً، متهمين إياهم بالتطرف، وأنهم لا يتعاملون مع الآخر إلا من خلال القتل. اليوم، ونحن ندخل في عام 2013م، نجد بعض الأصوات المعتدلة في فرنسا تندد بتلك المجلة، وتتوقع أن ما نشرته مجلة «شارلي الأسبوعية» سوف يشعل هذه الاحتجاجات والمظاهرات من جديد. مما يعني أن الأصوات المعتدلة الموجودة في فرنسا تقف في وجه هؤلاء المتطرفين ضد الإسلام، الذين كل همهم بث الفتنة. مثل تلك الأفعال المشينة التي تقوم بها بعض المجلات «الخاسرة»، والباحثة عن الرِّبح من خلال ما تنشره ضد الدين الإسلامي، نجد أن هناك عقولاً ممولة من جهات مشبوهة لجعلها تعيد تفجير القضايا ذات البعد المسيء مرة أخرى، كي تمرر قوانينها التي تريدها في فرنسا، وتضغط على الاتحاد الأوربي لأخذ مواقف مشابهة ضد المسلمين، مثل تلك القرارات التي صدرت من قبل حول الحجاب، وإعادة النظر في قوانين الجنسية، وإيقاف التعامل مع المسلمين في بعض المناطق من دول أوروبا. ومن الحكمة أن يتعامل المسلمون تجاه مثل هذه القضايا بالتعبير عن رفضهم هذه الأفعال الفردية التي تقوم بها هذه المجلات «الصفراء»، بضبط النفس، وعدم الاستسلام للعنف، الذي يريد أصحاب الأفعال المسيئة أن يوقعوا العالم الإسلامي فيه. إن حب رسول الله محمد – صلى الله عليه وسلم – مغروس في روح وقلب كل مسلم، لذا على المسلمين أن يكونوا قدوة في سلوكياتهم وسفراء حقيقيين للإسلام في الغرب، ولا يُوقعهم مثل هؤلاء في أجنداتهم المشبوهة. وبما أن الدين الإسلامي يمثل المرتبة الثانية في فرنسا، فعلى المسلمين أن يثبتوا أن الدين الإسلامي دين يسر ورحمة وبعيد عن التطرف، والتفجيرات لم يقم بها مليارٌ وسبعمائة مليون مسلم، بل قامت بها فئة ضالة من المسلمين، لا ينتمون إلى الدين السمح الذي يدعو إلى الحب والتسامح والتعايش بين جميع الأديان في العالم.