جددت الحكومة الإيرانية عرضها تقديم النفط والغاز للأردن مقابل تسهيلات تتعلق بالسياحة الدينية في مواقع بمدينة مؤته جنوب الأردن التي دفن فيها الصحابي جعفر بن أبي طالب. وقال مصدرٌ أردني رفيع المستوى إن رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، نقل العرض الإيراني إلى عمّان خلال زيارته لها الأسبوع الماضي، إلا أن العاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني، رفضه لأن المملكة العربية السعودية ودول الخليج أرسلت دعماً مالياً لعمّان من خلال مشاريع ودعم للموازنة. وأكد المصدر أن الأردن لا يفضل اللجوء لأي دعم إيراني على حساب علاقاته الاستراتيجية بدول الخليج، مشيراً إلى أن الرد الأردني على العرض الإيراني جاء بالرفض السريع. وأوضح المصدر أن الأردن فَهِمَ الرسالة الإيرانية وما وراءها من أهداف سياسية «تقصد فتح مساحات جديدة للنفوذ الإيراني في المنطقة العربية»، حسب تقديره. إلى ذلك، أفتت جماعة الإخوان المسلمين في الأردن بتحريم الدعم والعرض القادمين من إيران «باعتبار أنهما مخالفان لشرع الله». وقال المراقب العام لجماعة الإخوان، همام سعيد، إن الشرط الذي تضعه إيران لدعم الأردن بالنفط مجاناً، والمتمثل في فتح باب السياحة الدينية للإيرانيين، مخالف لشرع الله. وكان السفير الإيراني في عمّان، مصطفى مصلح زادة، ذكر في تصريحات لفضائية «جوسات» الأردنية أن بلاده مستعدة لتزويد الأردن بالنفط مجاناً لمدة ثلاثين عاماً لقاء فتح الباب للسياحة الدينية، إلا أنه عاد ونفى العرض الإيراني بعد الموقف الرسمي الأردني. وكانت أوساط سياسية أردنية أبدت تخوفها من قبول الحكومة الأردنية للعرض الإيراني، واعتبرت أن طهران كانت تريد اللعب على حاجة الأردن الاقتصادية والمالية.