تحفظت مصادر أردنية رسمية على تصريحات السفير الإيراني في عمان، مصطفى مصلح زادة، بشأن استعداد طهران لتزويد المملكة بالمشتقات النفطية لمدة 30 عاما، مقابل السماح بالتبادل التجاري والسياحة الدينية. وفاجأت تصريحات زادة التي أدلى بها عبر برنامج "في الصميم" الذي تبثه قناة "جوسات" المحلية، الأوساط السياسية الأردنية الرسمية وغير الرسمية، حيث اعتبرها مراقبون محاولة "لانتهاز الفرصة بالتزامن مع تأخر المساعدات الخليجية للمملكة." وقال الناطق الإعلامي باسم الحكومة الأردنية سميح المعايطة، إن "الحكومة معنية بأن تبحث عن كل البدائل،" التي تساعد في حل أزمة الطاقة المحلية، فيما جدد تأكيده على أن المملكة "حريصة على العلاقات مع دول الخليج، رغم تأخر المساعدات." إلا أن مصادر رسمية، طلبت عدم الكشف عن هويتها، وصفت العرض الإيراني بأنه "للاستهلاك الإعلامي،" و"عرض مقايضة،" خاصة مع ربطه بقضية التبادل التجاري والسياحة الدينية للشيعة في المملكة. وتوجد عدة مواقع أثرية في الأردن، تعد ذات أهمية للمسلمين بشكل عام، والشيعة خصوصا، من بينها قبر جعفر بن أَبي طالب، شقيق الإمام علي، وابن عم النبي محمد، الموجود في مدينة الكرك جنوب العاصمة عمان. وفيما أكدت المصادر استبعاد قبول أي عرض إيراني، أضافت أن "أي عرض كهذا هو أقرب إلى الصفقة السياسية.. نفط مقابل سياحة دينية ومواقف سياسية معينة تجاه الأزمة السورية تخدم الموقف الإيراني." وعن حقيقة التقدم رسميا بعرض إيراني للحكومة الأردنية، نفت المصادر ذاتها ذلك على الأقل مؤخرا خلال الأشهر القليلة الماضية. وعزا مراقبون وسياسيون إطلاق التصريحات الإيرانية، إلى تأخر مساعدات خليجية إلى المملكة، وسط ترجيحات رسمية أردنية باحتمال عدم وصولها بالمطلق، حيث قدرها رئيس الحكومة الدكتور عبد الله النسور بنحو 700 مليون دينار أردني. وتعاني المملكة من أزمة اقتصادية جراء تزايد المديونية العامة في البلاد والعجز في الموازنة، أحد أسبابها انقطاع الغاز المصري، بينما رفعت الحكومة في 3 نوفمبر/تشرين ثاني الدعم عن المحروقات، ما أدى إلى اندلاع احتجاجات واسعة. وكان زادة قال في تصريحاته عبر القناة المحلية، إن "بلاده مستعدة لتزويد الأردن بالنفط والطاقة مجانًا ولمدة 30 عاما، مقابل السماح بتبادل السياحة الدينية بين البلدين." واعتبر أن "العلاقات الأردنية الإيرانية قائمة، وإن دولته تسعى لزيادة العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع الأردن،" وأضاف: "عدونا واحد والكل يعرف ذلك، وكان ولا يزال يحاول تفرقة المسلمين كي يسيطر على المنطقة،" في إشارة إلى إسرائيل.