قال سميح المعايطة الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية في أول تعقيب رسمي على العرض الإيراني بتزويد الأردن بالنفط، ل «الشرق»: إن الحكومة الأردنية معنية بالبحث عن كافة البدائل، بما فيها البدائل الطبيعية كطاقة الرياح والطاقة النووية والصخر الزيتي وغيرها، كما أنها معنية كذلك بالبحث عن بدائل أخرى فيما يخص مصادر التزود بالطاقة إذا كان ذلك يساعد على تقليل كلف الطاقة وفاتورتها المرتفعة التي ترهق موازنة الدولة، وخصوصاً في ظل ظروف عجز الموازنة الحالي. إلى ذلك قال مصدر مقرب من الحكومة ل «الشرق»: إن الأردن لم يتلق عرضاً رسمياً من إيران، حيث لايزال حتى الان في إطار كونه إعلامياً واستعراضياً أكثر منه عملياً، مشيراً إلى أنه من غير المعتاد ان توقع الدول عقوداً لثلاثين عاماً. وقال المصدر إن العرض ليس فقط اقتصادياً، ولكنه سياسي كذلك، ما يثير الريبة والتردد في الأوساط الرسمية الأردنية. وشهدت بعض المظاهرات الشعبية إشادة بالمبادرة الإيرانية، وخصوصاً في مدينة إربد يوم الجمعة، فيما انتقدتها جهات سياسية شعبية اعتبرتها امتداداً للنفوذ الإيراني. من ناحيته قال وزير الاقتصاد السابق والرئيس السابق للجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الأردن د. محمد الحلايقة ل «الشرق»: أن العرض غير جدي وإعلامي فقط، مشيراً في نفس الوقت إلى أن إيران تدرك الحاجة الماسة في الأردن للطاقة. وأضاف الحلايقة: إيران حالياً في عزلة سياسية واقتصادية وعليها حصار، ومن مصلحتها ان تفتح علاقات جديدة، خصوصاً وهي من الدول التي تقدر على حد ما موقف الأردن المتحفظ في الأزمة السورية حيث لم يندفع الأردن إلى مواقف متقدمة معادية للنظام السوري، وإيران تدرك أن الأردن يدفع ثمن موقفه المتحفظ. وأضاف الحلايقة: إيران تريد موطئ قدم في المنطقة، وتسعى إلى أي فتح جديد، خصوصاً وأنها تعتقد وقد تدرك أن نظام بشار سيزول في نهاية المطاف وبالتالي تحاول البحث عن تعويض. وكل هذه العوامل تصب في خانة العرض، رغم أنه غير جدي وخاصة في هذه الظروف التي تعاني فيها إيران من الحصار. وكان السفير الإيراني في عمان مصطفى مصلح زادة أثار نقاشاً واسعاً في الأردن عندما أعلن عبر قناة فضائية محلية في برنامج حواري ليلة الأربعاء استعداد بلاده لتزويد الأردن بالنفط. وقال السفير مصطفى مصلح زادة أن إيران مستعدة لتزويد الأردن بالنفط مجاناً لمدة 30 عاماً مقابل فتح باب السياحة الدينية للشيعة الإيرانيين. وقال زادة إن بلاده معنية بتطوير العلاقات مع الأردن في المجالات التجارية، ولكن العقبات التي تعيق ذلك معظمها يأتي من الأردن. وأضاف زادة أن فتح باب السياحة الدينية أمام الإيرانيين سيساهم في تعزيز العلاقات الأردنية الإيرانية. ويهتم الشيعة بمزارات الصحابة في المزار الجنوبي في الكرك جنوب الأردن. وتجنبت الحكومة الأردنية التعقيب رسمياً لعدة ايام على عرض السفير الإيراني، متعللة بأنها لم تتلق شيئاً رسمياً بهذا الخصوص. إلى ذلك استمرت المظاهرات الاحتجاجية في عدة مناطق من البلاد بعد رفع أسعار المحروقات منتصف الأسبوع الماضي، ولكن شدة تلك المظاهرات تراجعت بشكل واضح، فيما عادت الأوضاع الأمنية إلى مستواها المعتاد. من مظاهرات الاحتجاج على رفع الأسعار في عمان (أ ف ب)