رام الله، علي صوافطة رويترز اختار القائمون على إصدار مجلة (الكرمل الجديد) في عددها الثاني ترجمة ونشر 40 قصيدة من قصائد الشاعر السويدي توماس ترانسترومر الفائز بجائزة نوبل للآداب عام 2011. وقال حسن خضر رئيس تحرير المجلة لرويترز، الأحد “اخترنا نشر هذه القصائد في العدد الثاني من مجلة الكرمل الجديد، لأن المجلة منذ صدورها اعتادت تخصيص ملف للفائزين بجائزة نوبل للآداب في كل عام، وقصائد “ترانسترومر” المترجمة مختارة من أعماله الشعرية التي تغطي جانباً كبيراً من حياته الأدبية.” وأشرف على ترجمة النصوص من الإنجليزية إلى العربية الشاعر الفلسطيني “سامر أبو هواش” صاحب الخبرة الكبيرة في ترجمة الأشعار. وأوضح خضر أن العدد الثاني الذي يقع في 281 صفحة من القطع المتوسط، يتضمن دراسة تحليلية طويلة لديوان درويش (سرير الغريبة) الصادر في العام 1999 المكرس بأكمله لقصيدة الحب للناقد والكاتب السوري المقيم في فرنسا صبحي حديدي. وقال خضر: “العدد القادم سيخصص مساحة كبيرة لحياة الشاعر درويش الذي رحل في أغسطس/ آب عام 2008، بمناسبة الذكرى السنوية 71 لميلاده”. كما يضم العدد ملفاً خاصاً عن المفكر الفلسطيني إدوارد سعيد بمناسبة الذكرى السنوية الثامنة لرحيله، ويشارك بمقالات ودراسات كل من عادل اسكندر، وحاكم رستم، وتمارة كرمي، وإيلان بابيه. وكتب عادل اسكندر وحاكم رستم اللذان قاما بتحرير كتاب (إدوارد سعيد: ميراث الانعتاق والتمثيل) مقدمة لهذا الملف جاء فيها “بعد ثماني سنوات من على وفاته (إدوارد سعيد)، لم تبق كتابات سعيد لصيقة بأي مراقب يعاين الأحداث التي تمر بها المنطقة فحسب، بل إنها أثبتت أنها كانت بالأحرى نبوءات انطوت على رؤية المسار الراهن الذي يسير فيه العالم العربي”. ويضيف الكاتبان: “تمثل حصيلة هذا العمل (إدوارد سعيد: ميراث الانعتاق والتمثيل) تحليلاً دقيقاً لتأملات سعيد، ووسيلة للوقوف على الآثار التي أفرزتها أعماله، ومحاولة طموح لاستشراف كل جانب من جوانب حياة رجل موسوعي الثقافة ومنظر إنساني صادق منفي عن وطنه، ومفكر بارع لا يضارعه أحد في جلده وثباته على مبادئه الأخلاقية في هذا العصر الحديث”. ويرى الكاتبان أن الغاية من هذا الكتاب في النهاية هي: “السعي إلى التعريف بما أصبحنا نسميه الآن بمنهجية سعيد في وقت أكثر ما نكون فيه بحاجة إلى صوته الرزين الذي ينم عن الوقار والاعتدال”. وخص الشاعر والروائي الفلسطيني إبراهيم نصر الله المجلة بفصول من روايته الأخيرة (قناديل ملك الجليل)، مع تقديم لقصة كتابته لهذه الرواية التي يتحدث فيها عن (ظاهر العمر) الذي عاش في القرن الثامن عشر، وسعى “نحو أكبر هدف يمكن أن يحلم به رجل في تلك الأيام تحرير الأرض، وانتزاع الاستقلال وإقامة الدولة العربية في فلسطين”. وكتب نصر الله أنه “بعد عام كامل من البحث بدأت أشكل رؤيتي الخاصة لهذه الشخصية، قلت لنفسي لم لا، فلتذهب إلى القرن الثامن عشر لتعيشه، إنها فرصة قد لا تتكرر، ولتتعلم أيضاً كيف يمكن أن تكون حراً وأنت تكتب عن شخصية تاريخية بهذا الوزن، وهذا ما كان،.أنا على يقين أننا لو عرفناه (ظاهر العمر) بصورة وافية من قبل لكنا الآن أجمل”. ويضيف: “لقد كانت تجربة هذه الرواية استثنائية في صعوبتها، وفي حجم المسؤولية التي سيحس بها أي كاتب يمكن أن يقبل على كتابة رواية عن ظاهر العمر، أو ملك الجليل، كما كان يسمى، لكنني خرجت من هذه التجربة إنساناً مختلفاً، إذ أحسست بأن حياتي مع ظاهر العمر قد أعادت ترتيب روحي من جديد، ووضعت أساساً جديداً ومذهلاً لهويتي، وأنا أتتبع تلك الجذور الذاهبة عميقاً في أرض فلسطين”. وتابع قائلاً: “إن كان لي من أمل فهو أن تنقل كل تلك الأحاسيس التي عشتها إلى قارئ هذه الرواية (قناديل ملك الجليل)، لأنني على يقين من أنه عند ذلك سيحس كم أصبح أفضل”. واشتمل العدد على مجموعة من القصائد، منها (قلبي على البحر الطويل) لقاسم حداد، و(سوف أقتلك أيها الموت) لسامر أبو هواش، وفصل من رواية (سينالكو) لالياس خوري، إضافة إلى قصة (جنيات النيل) لمنصورة عز الدين، إضافة إلى دراسة قدمها رئيس تحرير المجلة حول تجلي علاقات الحب، والدوافع الجنسية بين الفلسطينيين والإسرائيليين في الأدب الإسرائيلي تحت عنوان (الإيروس في أرض حرام). وبدت الثورات التي تشهدها عدد من الدول العربية حاضرة في العدد الثاني من مجلة الكرمل، حيث يقدم الكاتب والقاص الفلسطيني محمود شقير شهادة حول الثورات، بعنوان (ثورات الربيع العربي.. تأملات يساري فلسطيني)، يروي فيها شهادته حول “ثورة المخمل التي كانت واحدة من ثورات سلمية عدة شهدتها بلدان الكتلة الشرقية (الاتحاد السوفيتي سابقاً) التي كانت تحكمها الأحزاب الشيوعية يومها”. ويدعو رئيس تحرير المجلة في كلمة الافتتاح المخصصة للثورات العربية إلى “الاحتكام إلى نصيحة ذهبية من إدوارد سعيد، مفادها كلما اشتد الضباب يجب أن نعود إلى الأفكار الأساسية والواضحة، التي منها أن ما حدث ويحدث هذا العام يفصل بين مرحلتين تاريخيتين في العالم العربي، بين ما أصبح في حكم الماضي، ولكنه لم يمض تماماً، والجديد الذي لم يولد بعد”. ويضيف: “نحن إذا في مرحلة انتقالية، وهذا يفسر لماذا يزداد الضباب، فقوى الاستبداد التي أصابتها الموجة الثورية الأولى بلطمة مفاجئة تلتقط الآن أنفاسها في محاولة للحفاظ على مواقع لم تفقدها بعد، أو لاختطاف ما حققته الموجة الثورية الأولى في أماكن أخرى، وفي هذا السباق على الجائزة تختلط الأوراق وتتقاطع المصالح وتتكاثر الرؤى والاستيهامات في لحظة فريدة ونادرة”. ويرى رئيس التحرير أنه “مهما تعددت التسميات، فإن المجابهة الحالية لا تحمل تسمية أوضح من الصراع على طبيعة وهوية العقد الاجتماعي الجديد، وسنشهد انتصارات وخيبات أمل كثيرة في قادم الأيام، وربما حتى أواسط هذا القرن”. أدب | جائزة نوبل | شعر