أبها – الحسن آل سيد المعيار الدولي لزمن مباشرة الحوادث ما بين ست إلى ثماني دقائق. حوادث عقبتي شعار وضلع تعتمد على مباشرة فرق إسعافية من داخل أبها. تعاني منطقة عسير من قلة مراكز الإسعاف التابعة لهيئة الهلال الأحمر السعودي، إذا ما نظرنا إلى مساحة الرقعة الجغرافية التي تحتلها المنطقة، والكثافة السكانية التي تتمركز في مدنها ومحافظاتها وقراها، ما ينتج عنه تأخر الفرق الإسعافية في مباشرة الحوادث المرورية والمنزلية في كثير منها. وتعتمد طبيعة منطقة عسير الجبلية على شبكة من الطرق التي تخترق جبالها للوصول إلى سهول تهامة، أو بلوغ قمم جبال السروات، عبر عقبات وعرة المسالك، شديدة والمنحدرات. وعلى الرغم من كثرة الحوادث المرورية التي تشهدها أكثر من 44 عقبة منتشرة في عسير، إلا أنها تخلو من أية مراكز إسعافية، وأشهرها عقبة شعار التي تربط مدينة أبها بمحافظة محايل عسير في تهامة، وعقبة ضلع التي تربط منطقة عسير بمنطقة جازان والساحل البحري، وكلتا العقبتين تشهدان كثافة مرورية عالية، وتقع عليهما حوادث مرورية مروعة، تعتمد أغلبها على مباشرة فرق إسعافية من المراكز الداخلية في مدينة أبها. كما أن طريق الرياض، الذي يعد أحد الطرق الحيوية في المنطقة، يفتقد هو الآخر إلى مراكز إسعاف للهلال الأحمر. وعلى الرغم من وجود 21 مركزا إسعافيا في المنطقة، إلا أنها لا تفي بمتطلبات المنطقة وطرقها الواسعة والمنتشرة، كما لا تساير التوسع العمراني والكثافة السكانية المتزايدة. والتقت «الشرق» عددا من سكان المنطقة، ممن نقلوا معاناتهم بسبب غياب المراكز الإسعافية أو بعدها عن مراكزهم وقراهم، حيث قال المواطن فهد الشهراني، من مركز خيبر الجنوب، طالبنا منذ زمن باستحداث مركز للهلال الأحمر في البلدة، ولكن دون جدوى، مشيرا إلى أن أقرب مركز إسعاف لهم هو مركز وادي بن هشبل، الذي يقع على بعد خمسين كيلومترا، لافتا إلى أن الطريق الواقع قرب مركز خيبر يشهد حوادث قاتلة، مناشدا المسؤولين سرعة التدخل لاستحداث مركز إسعاف ومركز للدفاع المدني؛ لإنقاذ الأرواح على الطريق. كما تحدث ل»الشرق» المواطن محمد الحسن عسيري، من سكان مركز عمق الساحلي، مؤكدا أنه لا يكاد يمر يوم دون وقوع حادث مروع على طريق مركز عمق الرابط بين منطقة عسير والمنطقة الغربية، وقال «طالبنا مرارا باستحداث مركز للهلال الأحمر، ولكن دون جدوى»، وأضاف «أقرب مركز إسعاف يقع في مركز الحريضة الذي يبعد عنا نحو ستين كيلومترا». وقال المواطن عبدالمجيد الفلقي، وهو من سكان مركز بحر أبو سكينة، إنه يجب على المسؤولين سرعة التدخل لإنقاذ عشرات الأرواح التي يحصدها الطريق بسبب عدم ازدواجيته وضيقه، إلى جانب غياب مركز قريب للهلال الأحمر، مشيرا إلى أن أقرب مركز إسعاف يبعد نحو 35 كيلومترا في محافظة محايل عسير، وأضاف «قد لا تصل الفرق الإسعافية إلا بعد فوات الأوان». أحمد عسيري من جهته، أوضح الناطق الإعلامي في هيئة الهلال الأحمر في منطقة عسير أحمد إبراهيم عسيري، أن المنطقة تضم 21 مركزا إسعافيا موزعة على المدن والمحافظات والمراكز تبعا للكثافة السكانية. وحول الحديث عن عقبتي شعار وضلع، اللتين تشهدان حوادث مرورية قاتلة في ظل غياب أي من مراكز الهيئة، قال عسيري إنه تم الرفع للجهات المعنية لاستحداث عدد كبير من المراكز الإسعافية في المنطقة، من بينها مركز إسعاف لعقبة شعار، وآخر لعقبة ضلع «سيتم الموافقة عليها واعتمادها قريبا»، وأضاف «في حال وقوع حوادث في العقبتين يتم تحريك فرق إسعافية من مدينة أبها، وإذا كان الحادث متطورا، يتم دعم الموقف من المراكز الإسعافية القريبة، بالإضافة إلى دعم الفرق الإسعافية في المستشفيات الحكومية والخاصة. وأشار عسيري إلى أن فرق الإسعاف تحاول عند الانتقال إلى أي حادث تطبيق المعيار الدولي لزمن مباشرة الحوادث، وهو ما بين ست إلى ثماني دقائق، مضيفا أن الفرق الإسعافية تصطدم في بعض الأحيان بعدد من المعوقات، أبرزها كثافة التجمهر في مواقع الحوادث، والازدحام في الطرق السريعة، مؤكدا أنهم يعملون دائما على التغلب على تلك المعوقات. وقال الناطق الإعلامي للهلال الأحمر إنه تم خلال العام الماضي استحداث ثلاثة مراكز إسعافية جديدة في أبها وخميس مشيط ومحافظة طريب، وسيتم اعتماد مراكز جديدة لتلبية حاجة المحافظات والمراكز الأخرى، مشيرا إلى أن كل مركز يحتوي على سيارتي إسعاف ومسعفَين، بالإضافة إلى مدير للمركز. وحول معوقات اعتماد المراكز الإسعافية الجديدة، قال عسيري إن من أبرزها قلة القوى العاملة، خصوصا في تخصص فني طب الطوارئ المؤهلين، مؤكدا أن رئيس هيئة الهلال الأحمر السعودي الأمير فيصل بن عبدالله بن عبدالعزيز حريص على توفير كافة الإمكانات والقوى العاملة المؤهلة، واستحداث عدد كبير من مراكز الإسعاف في مختلف مناطق المملكة، معربا عن أمله في أن يصل الإسعاف الطائر إلى منطقة عسير في القريب العاجل. الهلال الأحمر يباشر نقل أحد المصابين (الشرق)
غرفة عمليات الهلال الأحمر المركزية في عسير تستقبل ضغط البلاغات
التجمهر في مواقع الحوادث أبرز معوقات الفرق الإسعافية