الدمام – سعيد عيسى ليس هناك مبرر لإقامة الأخضر في الخبر. ما يحدث في شوارع البحرين أمور تافهة. بن همام «يتفلسف».. وتصريحاته مكشوفة الأهداف. «الأزيرق» محظوظ.. ولاعبو العراق «شُيَّاب». لم أقل عبارة «الكرة مربعة» .. ومشكلة الكرة البحرينية مالية. جيل ماجد والنعيمة «منحوسين» خليجياً. وجه النائب الثاني لرئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة البحريني والرئيس الفخري الدائم للجنة الأولمبية البحرينية الشيخ عيسى بن راشد رسالة مباشرة للجماهير السعودية بأن إقامة المنتخب السعودي في مملكة البحرين خلال بطولة «خليجي 21» ستكون آمنة، مشددا على أن ما يحدث في الشوارع البحرينية من أعمال تخريبية هي أمور «تافهة» ولن تؤثر على نجاح البطولة. وأكد في حوار خاص مع «الشرق» اكتمال كافة الاستعدادات لاستضافة الحدث الخليجي، مشيرا إلى أن مملكة البحرين لا تسعى إلى المكسب المادي من وراء استضافة البطولة، بل هي حريصة على إظهارها بالشكل الذي يليق بمكانتها في قلوب جميع الخليجيين. واستغرب موقف رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم السابق محمد بن همام من بطولة الخليج، لافتا إلى أن إطلاق مسمى «بطولة الشيوخ» عليها لن يقلل من نجاحاتها، وقال «لولا الشيوخ لما كانت هذه البطولة»، رافضا في الوقت نفسه الحديث عن حظوظ المنتخبات الخليجية في البطولة، لكنه ألمح إلى أن اللقب سينحصر بين منتخبي السعودية والإمارات، مشيرا إلى أن مشكلة المنتخب البحريني الأساسية تكمن في أن مدربه الجديد يحتاج إلى مزيد من الوقت للتعرف على اللاعبين، معتبرا أن مشاركة المنتخبينِ العراقي واليمني لم تضف جديدا للبطولة. * كيف ترى استضافة مملكة البحرين للحدث الخليجي المرتقب؟ - البحرين مستعدة تماما للبطولة الخليجية، وبذلت جهودا كبيرة لتجهيز الملاعب جيدا خصوصا ملعب البحرين الوطني واستاد خليفة، حيث أعادت بناء الأسقف والمظلات والأرضية وغرف اللاعبين، وكذلك ترميم الأرضية والمدرجات بالصورة التي تواكب الحدث. * هل تعتقد أن البطولة ستعود بالنفع على الأندية البحرينية في تطبيق معايير الاحتراف ومواكبة الأندية الخليجية الأخرى كالسعودية والإمارات وقطر؟ - طبعا، ولا شك أن اللاعبين الموجودين في المنتخب البحريني سيستفيدون كثيرا من المشاركة في هذه البطولة بما ينعكس إيجابا على أنديتهم في المسابقات المحلية. * برأيك لماذا تأخرت الرياضية البحرينية عن تطبيق الاحتراف؟ -الأندية البحرينية تواجه مشكلات مادية كبيرة، أبرزها أن الدعم المقدم لها أقل من حاجتها، لذلك تضطر إلى التعاقد مع لاعبين ومدربين مستوياتهم أقل من نظرائهم في الدوريات الخليجية الأخرى، كما أن المدربين الوطنيين لا يملكون خبرة المدربين الأجانب ما ساهم في عدم تطور مستوى الفريق بالصورة المطلوبة، ولا يختلف اثنان على أن مملكة البحرين تملك عددا كبيرا من المواهب واللاعبين الجيدين، لكنهم يحتاجون إلى خبرة أجنبية تصقل مستوياتهم، وأعتقد أن الوقت قد حان للقطاع الخاص من أجل دعم الأندية، وبالمناسبة هناك شركات ستساهم في دعم بطولة «خليجي 21» إلا اأنني أرى أن بطولات الخليج دائما ما تقع أعباؤها المالية على البلد المنظم. * هل تعني أن مملكة البحرين لن تستفد شيئا من النواحي المادية؟ - نحن لا نطمع في المكسب بل في نجاح البطولة وتغطية مصاريفها، وعموما ما تعمل به مملكة البحرين الآن لم يعمل به في اليمن أو عمان في البطولتين الماضيتين، حيث حصلوا على مبلغ ثلاثين مليون دولار، ولم تحصل البحرين على هذا المبلغ. * أنك تقصد بالمكسب حقوق النقل التليفزيوني؟ - نعم، ولكن من خلال اتحاد إذاعات الدول العربية، والاتحاد البحريني لكرة القدم حر في تصرفاته، ولا أعرف هل هو مقتنع أن النواحي المادية لا تهمه، وفي النهاية الأهم أن ننقل صورة رائعة عن البطولة لجميع أنحاء العالم. * وماذا عن حظوظ المنتخب البحريني في البطولة؟ - المنتخب البحريني استعد خلال الفترة الماضية تحت إشراف مدرب إنجليزي، لكنه فشل لأنه لم يواكب ظروف المنتخب وسياسته الدائمة في تغيير اللاعبين والتي أدت إلى عدم انسجامهم وظهورهم بالمستوى المأمول، فاضطر الاتحاد البحريني لكرة القدم لإنهاء عقده والتعاقد مع الأرجنتيني كالديرون الذي سبق وأن درب المنتخب السعودي، وهو يملك الخبرة، ولا أعرف هل يستطيع هذا المدرب خلال فترة قصيرة أن يعد المنتخب جيدا للبطولة الخليجية، وما أتمناه أن يوفق ونشاهد منتخب البحرين في أفضل صورة حتى ينافس منتخبات جاهزة تماما مثل قطر المشارك حاليا في تصفيات كأس العالم والإمارات الذي شارك في أولمبياد لندن. * لا ترى أن إقالة المدرب في هذا التوقيت قد تكون مغامرة غير مأمونة العواقب؟ - بالتأكيد، والمغامرة أحيانا تكون مطلوبة، والاتحاد البحريني اضطر إلى هذا القرار لأن سياسة المدرب قادت المنتخب إلى هزائم ثقيلة أبرزها أمام إيران (0/6)، وما تعرض له المنتخب في عهد هذا المدرب يعد فضيحة بكل ما تعنيه الكلمة، وإذا لم تتم إقالته فانه سيشارك في البطولة الخليجية بفريق مهلهل ومنته، ونتمنى التوفيق للمنتخب في هذه البطولة. * لمنتخب البحريني يملك الآن فرصة كبيرة لانتزاع اللقب الخليجي بحكم أنه مستضيف البطولة؟ - نتمنى ذلك، بطولة الخليج منذ أن بدأت إلى الآن ونحن تواجهنا مشكلات عديدة من ضمنها إخفاق المدربين، وإصابة بعض اللاعبين، ونجحنا في تحقيق مراكز متقدمة في عديد من البطولات الماضية، وكنا قريبين من تحقيق اللقب، ولكن لم يكتب لنا النجاح، والآن نعاني من مشكلة المدرب التي وضعتنا أمام تحديات صعبة نأمل تجاوزها. * متى تحقق البحرين بطولة الخليج؟ - لا أعلم وهذه إرادة الله، نحن نستعد ونبذل كل ما في وسعنا والتوفيق من الله. * ومن ترشح للفوز باللقب الخليجي؟ - أعتقد أن أقوى منتخبين في البطولة هما المنتخب السعودي والإماراتي، فالأخضر أعد نفسه بشكل جيد من خلال خوضه عددا من التجارب الودية القوية، ويشرف عليه مدرب جيد، كما أنه يملك لاعبين شبابا قادرين على الفوز بالبطولة، أما منتخب الإمارات فهو معد منذ سنوات كمنتخب أولمبي خاض عديدا من المباريات الودية، وشارك في عديد من المسابقات، واستقراره الفني يرجح كفته في البطولة. * قلت سابقاً إن مملكة البحرين لن تحقق لقب بطولة الخليج إلا حينما تصبح الكرة «مربعة» .. هل لاتزال مصرا على هذه المقولة؟ - لم أقلها، ولا أحد يرضى أن يقول عن منتخب بلاده ذلك؟ * مقولة بطولة الخليج «بطولة شيوخ»، لماذا أغضبت كثيرين في ذلك الوقت؟ - لا عليك من يقول هذه العبارات، ورئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم السابق محمد بن همام دائما ما يصرح ويتفلسف على دورات الخليج، وسبق أن أطلق عددا من التصريحات غير الصحيحة، وعموما ربما أطلق البعض هذه العبارة لأنهم لاحظوا أن أغلب رؤساء الاتحادات الخليجية أبناء شيوخ ما عدا السعودية الآن، ولولا الشيوخ لما أقيمت بطولة الخليج لأنها تحتاج إلى دعم مالي كبير. * ولماذا كانت تصريحات بن همام في ذلك الوقت ضد البطولة؟ - لا أعرف، ودائما قبل أية بطولة يخرج محمد بن همام بتصريحات غريبة، وتجده مرة يصرح أن البطولة شهدت دخول منتخبات من خارج منطقة الخليج، ومرة دورة الخليج بطولة شيوخ، ولا أعلم هل كان يريد من ذلك أن يكون في الصورة لأنه ليس له وجود أو أهمية في البطولة؟ * يتناول البعض من حين إلى آخر النواحي الأمنية في مملكة البحرين .. كيف ترى ذلك؟ - مملكة البحرين تملك خبرة كبيرة في تنظيم هذه البطولة اكتسبتها من استضافتها أربع بطولات سابقة، وما يحدث في الشارع من أعمال تخريبية هي أمور تافهة لن تؤثر على نجاح البطولة، والاستعدادات تسير بصورة أكثر من رائعة، ومن يطالب بإقامة المنتخب السعودي في الخبر أقول له إن البحرين آمنة. * هل ترى أن التغييرات التي شهدتها الكرة السعودية أخيرا من خلال إقامة انتخابات اتحاد القدم ستخدم مسيرتها مستقبلا؟ - الانتخابات ليست في السعودية فقط بل في الكويت والبحرين، وجميعهم خرجوا من التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2014م في البرازيل، واعتقد أن اهتمام الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل وحرصه على إيجاد الحلول سينعكس إيجابا على مسيرة الكرة السعودية. * وكيف تنظر إلى مستقبل الكرة السعودية؟ مستقبل جيد بكل تأكيد، فالمنتخب يضم عناصر شابة قادرة على العطاء لسنوات طويلة، وسبحان الله السعودية كانت تملك منتخبا قويا جدا أيام ماجد عبدالله وصالح النعيمة ورغم قوته لم يتمكن من التتويج بكأس الخليج، وحينما جاء جيل جديد استطاع الحصول على اللقب بفريق «أضعف» من المنتخب الحالي، ودائما بطولات الخليج لا تقاس بالفريق الأضعف والأقوى. * لماذا أصبحت بطولات الخليج لا تعترف بالأقوى دائما؟ ربما لعدة عوامل أهمها الحرب النفسية والإعلامية التي تؤثر على بعض اللاعبين، وتفقدهم تركيزهم في المباريات. * كأنك تقصد أن بطولة الخليج بطولة إعلامية نفسية في المقام الأول؟ - نعم أنا ارى ذلك، وهي نفسية أكثر لدرجة أن أي منتخب مطالب ليس فقط باعداد اللاعبين فنيا، بل نفسيا بحيث يمنعهم من قراءة الصحف وما يعرض في القنوات الفضائية التي تسعى كل منها إلى إبراز منتخب بلادها بصورة تثير المنتخبات الأخرى. * أي المنتخبات ترى أنها الأكثر صموداً في وجه الحملات الإعلامية والنفسية؟ - كل المنتخبات تتأثر، ونجد أن الأجهزة الفنية والإدارية تحرص دائما على تهيئة اللاعبين بالشكل الأمثل، وأتذكر أنني كنت أحذر منتخب البحرين من عدم الاهتمام بالتهيئة النفسية لأنه سبق أن تأثر بها كثيرا في مشاركات سابقة، حيث كان الإعلام يضغط كثيرا على اللاعبين ويطالبهم بالفوز دون أي اعتبار لقوة المنافس. * سبق وأن اتهم الإعلام البحريني ثلاثة لاعبين سعوديين بالسهر وتدخين الشيشة خلال ليلة مباراة الملحق الآسيوي المؤهل إلى نهائيات كأس العالم 2010، هل تعتبر هذه حرباً إعلامية ؟ - لا أتذكر هذه الحادثة بالتحديد، ولكني أعتقد أنها تندرج ضمن الحرب الإعلامية، ومثال على ذلك أن منتخب الإمارات لا يحطمه إلا إعلامه حيث يظل ينفخ فيه، وعند أول خسارة ينهار المنتخب، وأنتم في المملكة العربية السعودية بارزون في نقد وتجريح المنتخب، ولو خسر المنتخب أو حدثت أخطاء تقوم القيامة، ما يؤثر سلبا على اللاعبين. * أي المنتخبات ترى أنها استفادت من الحرب الإعلامية والنفسية؟ - أنا شخصيا لا أتدخل في أمور المنتخبات الأخرى، ولكن غيري يتدخل، وأحاول دائما المحافظة على معنويات الفرق، ولي صداقات تربطني بهم، وربما لأني أكبرهم الآن وكلمتي تؤثر فيهم، لا أريد أن «أزعلهم». * أي المنتخبات الخليجية قريبة إلى قلبك؟ -جميعهم، وأنا أحب السعودية والكويت أكثر، وكذلك لا أنسى الإمارات. * هل ترى أن دخول منتخبي العراق واليمن إلى البطولة أضاف لها شيئا؟ -المنتخب العراقي في الماضي كان قويا وله تأثيره، واليمن إلى الآن لم يرتق إلى مستوى البطولة، ومشكلة المنتخبين أنهما يحتاجان إلى تأشيرات دخول لأراضي الدولة المستضيفة، على العكس من بقية المنتخبات، وإذا أراد مشجع من هاتين الدولتين تشجيع منتخب بلاده لا يستطيع ذلك، إلا في حال حصوله على التأشيرة، وهذا الأمر تسبب في مشكلات عديدة، وأتذكر في عمان أنهم استخرجوا تأشيرات لبعثة المنتخب اليمني، وعندما وصلوا إلى المطار فوجئوا بأن نصف الفريق قد تغير، وتعطلوا في المطار ما أدى إلى غضب اليمنيين، ونفس الأمر يحدث الآن حيث قال العراقيون إنهم لن يلعبوا إذا لم يستطع مشجعوهم الدخول إلى البحرين. * إذاً أنت ضد مشاركتهما في بطولات الخليج من هذه الناحية؟ -لا لست ضد مشاركتهما لأن كافة دول الخليج صوتت على ذلك، ولكني تحدثت عن المشكلات التي تحدث. * أي المنتخبات ترشحها لتجاوز الأدوار التمهيدية في «خليجي 21» - في المجموعة الأولى صعب التكهن، ولكني أتمنى البحرين والإمارات وفي المجموعة الثانية السعودية والكويت بإذن الله، على الرغم من أن إعداد الكويت للبطولة لم يكن قويا، وفريقهم لا يزال غير منسجم، أما العراقيون ففريقهم ليس مكتملا وجميعهم «شياب» والمنتخب اليمني لا يستطيع الوصول؟ * حينما نعود إلى السنوات القليلة الماضية، مع من كان يقف التاريخ، السعودية أم الكويت؟ - للأمانة التاريخ يقف إلى جانب الاثنين، ولكن السعودية لم يكن لديها حظ في بطولات الخليج عكس الكويت الذي يعد محظوظا، وحتى لو كان ضعيفا يحصل على اللقب، ولو عدنا إلى نهائي البطولة قبل الماضية في مسقط حينما جمع النهائي السعودية وعمان كان الأخضر الأفضل والأحق بالتتويج، وكذلك في البطولة الماضية التي أقيمت في اليمن حيث توقع الجميع أن يفوز بالكأس، ولكن الكويت حسم اللقب لصالحه. * برأيك .. ماذا يحتاج الأخضر للفوز باللقب الخليجي؟ - تصحيح الأخطاء، والصبر على النتائج، وكما قلت لك سابقا إن الإعلام يؤثر سلبا على اللاعبين، الجميع يتفلسف على كيفه، والمنتخب يصارع إعلامه، وأتذكر، التقيت مع أحد الصحفيين السعوديين، وكان غاضبا في فترة سابقة، وقلت له لماذا أنت غاضب؟ قال «المنتخب السعودي أبعد محمد نور وياسر القحطاني»، وقلت له ما دخلك أنت؟ المدرب هو الحر ويملك الخبرة في التشكيلة المناسبة التي يريدها، وهو أفضل مني ومنك، وعموما عودة المنتخب السعودي لا تتحقق إلا بالاستفادة من أخطاء ودروس البطولات السابقة، ومنها ما حدث في «خليجي 16» في الدوحة حيث لم يوفق الجهاز الفني في اختيار الدعيع، بدليل وقوعه في عديد من الأخطاء، وأعتقد أن المنتخب السعودي يسير الآن في الطريق الصحيح من خلال الاعتماد على العناصر الشابة.