يشارك 14 فناناً فلسطينياً وأجنبياً في معرض فني مشترك “تصاميم من فلسطين”، ضمن فعاليات مهرجان قلنديا الدولي للفنون المعاصرة. وعرضت الأعمال المشاركة الأحد في عدد من الأماكن في مدينة رام الله، في إطار فلسفة صنع علاقة بين الفن والمجتمع المحلي بمختلف مكوناته. وقال مدير الأكاديمية الدولية للفنون المعاصرة، الفنان خالد الحوراني: “هذه الأعمال هي نتاج ورشة عمل مشتركة ما بين الأكاديمية ومعهد ساندبرج في هولندا”. وبدا أثر الجدار العازل الذي تقيمه إسرائيل على الأراضي الفلسطينية واضحاً في عدد من أعمال الفنانين. فقد عمل الفنان مجد عبدالحميد على صناعة ساعة رملية بعد اقتطاع أجزاء من الجدار وقام بطحنها، في حين قام الفنان خالد جرار بصناعة كرة قدم من الإسمنت، فيما اختار الفنان عامر أمين أن يصمم ستائر للحمام على غرار ألواح الإسمنت التي تشكل الجدار. وشكلت أبراج المراقبة المتواجدة على مقاطع مختلفة من الجدار إلهاماً للفنان خالد حوراني لعمل منافض للسجائر كتلك التي توضع على مداخل البنايات، وكتب عليها بالإنجليزية “الأمن يضرك، ويضر من حولك بشكل جدي”. وذهب عدد آخر من الفنانين في أعمالهم إلى إعادة استخدام عدد من المواد المستهلكة من أقمشة وجلود وعمل حقائب وإكسسوارات منها. وقالت الفنانة أناليس ديفيت، من معهد ساندبرج، والتي شاركت بالمعرض بعمل مجسمات للحيوانات الموجودة في حديقة مدينة قلقيلية من الخشب، “كنت سعيدة جداً، وأنا أرى ردة فعل الجمهور الذي أعجب كثير بالمعروضات، وأبدى رغبة في شراء عدد منها”. وأضافت “هذا ما نسعى إليه. أن نجد سوقاً لهذه الأعمال، سواء في السوق المحلي، أو الخارجي، ونحن نعمل على تطوير برنامج لعرض هذه المنتجات على الإنترنت بهدف بيعها”. وقالت “ستكون هذه الورشة سنوية، ونحن نتطلع إلى إنتاج تصاميم أكبر. لدينا هنا مجموعة كبيرة من الفنانين الموهوبين القادرين على ابتكار أشياء مختلفة”. ويستمر عرض “تصاميم من فلسطين” حتى 15 من نوفمبر الجاري، إلى جانب عدد من الفعاليات الفنية والثقافية الأخرى في مهرجان قلنديا. وشهد المهرجان مجموعة من الأعمال الفنية التي استخدمت فيها التكنولوجيا، منها “لأعبر أرض بياضهم” للفنانة ميرنا بامية، عملت فيه على إعادة تجسيد المسيرة التي اجتاز فيها عدد من الفلسطينيين الحدود السورية الإسرائيلية في 15 مايو من العام الماضي. وقال ميرنا “استغرق هذا العمل مني عاماً كاملاً، فقد عملت على أخذ 600 صورة لمشاركين في المسيرة من لقطات فيديو، وأعدت تجميعها مرة أخرى في لقطات فيديو على أرض افتراضية بيضاء مثل الثلج”. ويظهر المشاركون في المسيرة الحقيقية وهم يسيرون على أرض جبلية بيضاء نحو الأسفل وهم يرددون الهتافات التي رددوها في ذلك اليوم “الشعب يريد تحرير فلسطين”. وكتبت ميرنا حول عملها “أجرد هذه الأرض الملغومة فكرياً وتاريخياً وسياسياً.. أجرد هذه الأرض من كل شيء، محولة إياها إلى مشهد فارغ وقاحل.. أجرد هذه الأرض لأطهرها من التاريخ.. أجرد هذه الأرض لأعبر أرض بياضهم”. واختارت لجنة تحكيم ضمت عدة فنانين عمل الفنانة جمانة مناع “مدن متخيلة” للفوز بالمرتبة الأولى ضمن مسابقة الفنان الشاب التي نظمتها مؤسسة عبدالمحسن قطان في إطار المهرجان. وسعى هذا العمل إلى تحويل صورة فوتوغرافية التقطت عام 1930 لحفلة تنكرية في يافا إلى مشهد حي بمشاركة عدد من المتطوعين الذي ارتدوا الملابس نفسها مع تقديم شرح حول الصورة والمرحلة التي التقطت فيها. ويشهد مهرجان قلنديا الدولي عرضاً لأعمال الفنان المصري محمد أبو النجا “أربع شجرات من ميدان التحرير” في قاعة الأكاديمية الدولية للفنون المعاصرة. ويظهر العمل صوراً لأربع شجرات كبيرة ركب عليها العديد من الشعارات التي رفعت خلال الثورة المصرية التي أطاحت بنظام الرئيس حسنى مبارك مطلع العام الماضي. رام الله | رويترز