انطلقت في رام الله فعاليات «س» أول مهرجان دولي لفن الفيديو في فلسطين، بتنظيم من مؤسسة عبد المحسن القطان، و«إنستانت فيديو» (مرسيليا)، والمركز الثقافي الألماني - الفرنسي في الأراضي الفلسطينية، وغاليري المحطة، ومركز خليل السكاكيني الثقافي. ويستمر المهرجان حتى 24 من الشهر الجاري، بمشاركة 19 فناناً وفنانة منهم بيل فيولا، وجان بول فارجير، ودومينيك أنجيل، إلى جانب فنانين فلسطينيين حققت أعمالهم حضوراً مهماً على الصعيد العربي والعالمي، كشريف واكد، وتيسير البطنيجي، وجمانة عبود، وخليل رباح، ورائدة سعادة، ومنار زعبي. والمهرجان وفق مديره الفني محمود أبو هشهش ثمرة تعاون لبلورة الرؤية واقتسام المهام والمسؤوليات من قبل المؤسسات المنظمة والمستضيفة لفعالياته في كل من رام الله والقدس وغزة وبيرزيت، والتي يجمعها الاهتمام والرغبة في تحقيق هذا الحدث الفني المهم، والحرص على إنجاحه ودعمه ضمن ما هو متاح من مصادر وطاقات وفضاءات. ويضيف: «المهرجان، الذي يمكن اعتباره «تاريخياً» في مسيرة العمل الفني والحركة الثقافية في فلسطين، هو نتاج لحالة من النضج على صعيد العمل المؤسسي من جهة، والممارسة الفنية من جهة أخرى، وجاءت فكرة تنظيم «س» تطوراً طبيعياً لبرنامج دوري حول فن الفيديو كانت تنظمه مؤسسة عبد المحسن القطان في مقرها بشراكة المركز الثقافي الفرنسي في رام الله، و«إنسانت فيديو» في مرسيليا، وتطورت الفكرة باتجاه اشتمال المهرجان على فن الأداء، إلى جانب فن الفيديو، لتماس هذين الشكلين من الممارسة الفنية وتداخلهما، والتباس العلاقة بينهما أحياناً». ويقول أبو هشهش: «المهرجان حدث ثقافي فريد في فلسطين، ولم ينبنِ برنامج دورته الأولى حول ثيمة أو موضوع محدد، بقدر ما حرص القائمون عليه على أن تكون هذه الدورة تمهيدية، وتهدف إلى فتح باب الحوار والاطّلاع على فن الفيديو وفن الأداء من باب واسع، وتقديم قدر كبير من منابر المشاهدة والحوار والتعلم». وستقدم ضمن هذا الحدث الفني، جملة كبيرة وواسعة من أعمال فنية مهمة لفنانين بارزين من أنحاء مختلفة من العالم، إلى جانب مشاركة مجموعة مهمة ومفصلية من الأعمال الفنية التي أنتجها فنانون فلسطينيون خلال العقد الأخير، إضافة إلى تنظيم العديد من اللقاءات مع الفنانين الضيوف، وعروض الفيديو التي تتناول محاور محددة، وورشة عمل تدريبية، وبرنامج خاص لأعمال فيديو أنتجها طلاب من الأكاديمية الدولية للفنون في رام الله. والملفت أن بعض أعمال المهرجان تنحاز الى المأساة الفلسطينية، كعمل الفنان الفلسطيني شريف واكد، بعنوان «شيك بوينت»، وهو عمل ساخر حول أزياء مصممة خصيصاً للفلسطينيين العابرين بشكل يومي أو شبه يومي للحواجز العسكرية الإسرائيلية، التي تزيد عن500 في الضفة الغربية. ويقدم واكد في الفيديو عرض أزياء يشارك فيه فلسطينيون وإسرائيليون وأجانب لتصاميم معظمها لقمصان تسهل على الفلسطينيين عملية الكشف عن الصدر والبطن عند الحواجز المنتشرة في جميع أرجاء الضفة. فهناك قمصان ترتفع بحبل جانبي، وهناك أخرى مفتوحة عند البطن، وثالثة مفتوحة وفي وسط الفتحة قارورة مياه قد تكون ملاذاً لصاحبها، خصوصاً في أيام الصيف الحارة، إذا ما اضطر للمكوث على الحاجز ساعات طويلة.