محمد سرميني تعقد الأمانة العامة للمجلس الوطني السوري اجتماعا اليوم وغدا في الدوحة لمناقشة إعادة هيكلة المجلس وبحث انضمام مكونات سياسية جديدة له من صفوف الحراك الثوري ومنظمات المجتمع المدني وقوى سياسية جديدة تشكلت خلال الثورة. وقال عضو المكتب الإعلامي في المجلس الوطني السوري محمد السرميني ل «الشرق»: إن هذا الاجتماع سيكون تمهيدا لاجتماع الهيئة العامة للمجلس في بداية نوفمبر المقبل، الذي سيضم جميع المكونات السياسية التي يمثلها المجلس بحيث يصبح ممثلا سياسيا لجميع السوريين ومعبرا عنهم. وحول الانتقادات التي تُوجَّه لأداء المجلس وعدم مواكبته الحراك الثوري عسكريا وشعبيا في الداخل السوري، أوضح السرميني أن ما يجري في سوريا من الصعب مواكبته سياسيا وأن أي عمل سياسي يلزمه الوقت قبل ظهور نتائجه، فكيف إذا كان الحديث عن سوريا الثورة اليومية في الوقت الذي وضع النظام البلاد في حالة كارثية نتيجة القصف والقتل والتدمير الهائل الذي تصنعه طائراته وقواته يوميا، مشيرا إلى أن المجلس الوطني بإمكانياته المحدودة من الصعب عليه مواجهة هذه الحالة الكارثية التي خلقها نظام الأسد في سوريا. وحول لقاء المجلس مع الأخضر الإبراهيمي قال السرميني: إن المبعوث الأممي والعربي ليس لديه حتى الآن مشروع أو خطة عمل واضحة وبرنامج وإجراءات لوقف ما يرتكبه النظام من جرائم وتضمن ثوابت الشعب السوري في رحيل النظام والانتقال نحو سوريا الجديدة. وأشار إلى أن ما لدى الإبراهيمي مجرد أفكار يبحثها وما نشرته صحيفة «الديلي تلجراف» البريطانية عنه بشأن إرسال قوات حفظ سلام إلى سوريا يأتي ضمن سياق هذه الأفكار. وتابع «عندما يكون ذلك ضمن مشروع وخطة متكاملة توقف ما يجري في سوريا فإننا سنرحب بأي مشروع يضمن تحقيق ثوابت الشعب الذي ضحى من أجله عشرات الآلاف من السوريين». وأكد السرميني أن مكاتب المجلس وهيئاته تعمل على مدار الساعة، وقال «كان هناك اجتماعات مع الجامعة العربية في إسطنبول كما التقى وفد من المجلس بوزير دفاع وخارجية فرنسا، كما أن هناك أعضاء من قيادة المجلس أصبحوا موجودين باستمرار في الداخل السوري». واعتبر أن زيارة رئيس المجلس عبدالباسط سيدا إلى محافظة إدلب أتت ضمن سياق توحيد الجهود السياسية وتوحيد قوات الجيش الحر وتشكيل قيادة عسكرية مشتركة. وأوضح السرميني أن حاجات الشعب السوري في الداخل تزداد بشكل يومي مع استمرار نظام الأسد بتدمير المدن السورية وتهجير وقتل المزيد من السوريين يوميا، وقال إن حاجة الشعب السوري إغاثيا تقدر ب 250 مليون دولا شهريا في حين أن المجلس الوطني لم يصله منذ تأسيسه سوى 40 مليون دولار. وأضاف أن كل ذلك لا يدخل في الكلفة المادية للمعارك اليومية حيث إن معظم السلاح الذي يقاتل به الجيش الحر هو غنائم من جيش النظام. واعتبر أن حجم المسؤولية التي تقع على عاتق المجلس الوطني كبيرة جدا نتيجة ما يقوم به النظام من تدمير شامل لسوريا وتهجير وقتل شعبها فيما لم يشارك المجتمع الدولي في تحمل هذه المسؤولية بدليل عدم تجاوز أرقام المساعدات الفعلية 40 مليون دولار. وعن توحيد الجيش الحر والفصائل المقاتلة، قال السرميني إن القيادة الموحدة والمشتركة تشكلت وهناك حرص كبير من الضباط على القيام بواجبهم، إلا أنه ربط بين نجاح هذه الجهود التوحيدية وتأمين مصادر الدعم عبر قنوات موحدة. وأبدى عضو المجلس الوطني أسفه لاستمرار بعض الجهات في إيصال الدعم لجماعات بشكل مباشر مما يعيق عملية إدماج القوات العسكرية في إطار موحد. وتعليقا على تصريحات أمين عام حزب الله اللبناني حول أن عشرات الآلاف من اللبنانيين يعيشون في قرى حدودية سورية، قال السرميني إنه مضى على الثورة السورية 19 شهرا دون أن يشير أحد إلى ذلك لكن مع تزايد تورط حزب الله في قتل السوريين كان لا بد أن يذهب نصر الله إلى ذلك ليبرر وجوده في الداخل السوري. وأكد أن المزيد من التورط في الأزمة السورية سينعكس سلبا على الداخل اللبناني، وأضاف أن إيران وحزب الله شركاء الأسد في قتل السوريين مما يساهم في إطالة عمره وكسبه المزيد من الوقت، وختم أن الثورة ستنتصر والشعب سيلاحق القتلة.