قال عضو المكتب الإعلامي في المجلس الوطني السوري محمد السرميني ل «الشرق» إن نظام الأسد يمعن يوما بعد يوم في القتل وارتكاب المجازر، وأن المجزرة التي ارتكبت في حمص نفذتها كتائبه بينما كان مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان يلتقي الأسد. وأضاف أن الأسد لم يكتف بما جرى ببابا عمرو من قتل وتدمير وارتكاب المجازر بحق المدنيين، بل يطلق التهديدات بحرب إبادة شاملة على المدن والأحياء الثائرة بأن مصيرها سيكون كمصير حي بابا عمرو، إذا لم يسلم عناصر وضباط الجيش الحر أنفسهم للنظام، وأن ما جرى في حمص وإدلب قبل يومين هو تنفيذ للتهديدات التي أطلقها، حيث يمارس حرب إبادة شاملة ضد الشعب السوري. وحول مهمة كوفي عنان إلى سوريا ولقائه بالمجلس الوطني أول أمس في إسطنبول، قال السرميني إن اللقاء جرى مع وفد من المجلس الوطني برئاسة برهان غليون، وأن المجلس أبلغ عنان بأن الحديث على أن حلا سياسيا لابد أن يكون مرتبطا بتهدئة كحد أدنى، فكيف يمكن الحديث عن الحل السياسي والمجازر ترتكب يوميا، وأنه لا يمكن القبول بأي حل سياسي قبل تنحي بشار الأسد وعودة القوات العسكرية إلى ثكناتها وإطلاق سراح المعتقلين من السجون، وتساءل السرميني «كيف يمكن الحديث عن حل سياسي والنظام يرتكب المجازر يوميا بشكل بشع». وأوضح السرميني أن كوفي عنان بدا غير متفائل ومحبطا بعد لقائه مرتين بالأسد، وقال إن جولة عنان هي استكشافية، للاطلاع على مواقف مختلف الأطراف. وعن اجتماع مجلس الأمن الدولي أول أمس قال السرميني إن «كل ما جرى لم يتجاوز الخطابات، وأن المجتمع الدولي لم يقدم أي شيئ لوقف القتل ولردع النظام» وأضاف أن المجتمع الدولي لا بد أن يتحمل المسؤولية تجاه الشعب السوري الذي يتعرض للإبادة يوميا وعلى مدى الشهور الماضية دون أن يستطيع أن يتخذ قرارا، لحماية المدنيين على الرغم من أن مجلس الأمن والدول الغربية قادرة على فعل ذلك. وقال إن المجلس يعمل الآن لأجل عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لمناقشة المجازر التي ارتكبها نظام الأسد، إضافة لما قد ترتكب خلال الأيام القادمة نتيجة اشتداد العنف اتجاه المدنيين وخاصة في محافظتي حمص وإدلب. وأكد أن أي قرار سيصدر عن مجلس الأمن يجب أن ينص على حماية المدنيين وإيصال مواد الإغاثة للمناطق المنكوبة، وأن أي قرار لا يراعي هاتين المسألتين سيكون لا معنى له وسيزيد من المجازر وهذا ما حدث حتى الآن، ورأى أن عجز المجتمع الدولي وعلى مدى عام كامل من القتل هو ما فاقم الوضع وأطلق يد النظام بالقتل والتدمير.وعن تسليح الجيش الحر وما صدر عن المجلس مؤخراً حول أنه قرر البدء بالتسليح أوضح السرميني أن المسألة مرتبطة بتوفر الأموال وكيفية إيصالها للجيش الحر وكذلك بتأمين مصادر السلاح وطرق إيصالها وهذا ما يجري الآن بالتنسيق مع قيادات الجيش الحر في الخارج لدعم الكتائب الموجودة في الداخل والتي تواجه النظام وتدافع عن المدنيين.وعن الموقف الروسي الذي لوحظ فيه بعض التغير أكد السرميني أن الموقف الروسي، يتغير مع ازدياد الضغط العربي وبشكل خاص دول مجلس التعاون الخليجي، إضافة إلى عجز الأسد عن قمع الثورة وارتكابه المجازر التي لن يستطيع تبريرها. طفلة من بلدة طفس تبكي والدها الذي قتل أثناء وجود عنان في دمشق (أ ف ب)