اتهم عضو المكتب الإعلامي في المجلس الوطني السوري، محمد السرميني، النظام السوري باتباع سياسة الأرض المحروقة. ووصف، في تصريحات صحفية ل «الشرق»، ما يجري من قتل للسكان العزل ب «الإبادة الجماعية المنظمة» بحق الشعب السوري، تعليقا منه على تدمير المدن وخاصة ما جرى في حي بابا عمرو على مدى شهر تقريبا. وأضاف أن النظام ازداد شراسة في غياب موقف دولي يدين القتل على مدى عام كامل، وهذا ما شجع كتائبه على ارتكاب الفظائع من خلال اتساع نطاق القتل والإعدامات الميدانية كما جرى أمس في حي بابا عمرو حيث أعدمت كتائب الأسد 14 مدنيا في الشارع. وقال السرميني إن عمليات قتل تجري بطريقة الذبح بالسكاكين لأطفال ونساء وعائلات بأكملها كما وقع في حمص، وأشار إلى المذبحة التي ارتكبتها كتائب الأسد أمس في مدينة الرستن حيث سقطت قذيفة مورتر على تظاهرة راح ضحيتها عشرة مدنيين «وهذا مؤشر خطير على مدى الجرائم التي يرتكبها الأسد»، حسب قوله. وتابع قائلا إن هذا النظام لا يمكن أن يردع إلا بالقوة، فجميع الخطب والبيانات السياسية لن توقفه عن ارتكاب المجازر والتدمير الممنهج للبلاد. وحول تشكيل المكتب العسكري وما دار من لغط حوله أكد السرميني أن المكتب شكل من قيادات مدنية وعسكرية وجاء كضرورة فرضتها التطورات داخل سوريا خاصة مع اتساع الانشقاقات ووجوب تشكيل قيادة عسكرية موحدة ليصبح الجيش الحر جيشا نظاميا لا ميليشيا، وخارجيا لضرورة تنظيم وصول الأسلحة والتمويل عبر قنوات محددة، ويأتي هذا ضمن إطار تنظيم عمل مكاتب المجلس الوطني. وعن توقيت تشكيله أوضح أنه جاء لتنظيم آلية الدعم العسكري والمالي الذي ستقدمه بعض الدول الخليجية. وتعليقا على تصريحات قائد الجيش الحر العقيد رياض الأسعد حول عدم علمه بالمكتب العسكري، أرجعها السرميني إلى ضعف التنسيق بين المجلس والجيش الحر، إلا أنه تم التفاهم وانتهت الإشكاليات. وعن نتائج مؤتمر «أصدقاء سوريا» في تونس اعتبر أنها لم تأت على المستوى المطلوب من الدول الغربية، حيث كان مأمولا الاعتراف بالمجلس الوطني كممثل للشعب وقطع العلاقات الدبلوماسية مع نظام الأسد ومحاصرته بمزيد من العقوبات الاقتصادية وتقديم مبادرات عاجلة لوقف القتل وتوفير ملاذات آمنة للشعب والضغط على روسيا. إلا أن الموقف الخليجي، وبحسب السرميني، كان الأبرز في المؤتمر وتجلى في اعتبار وزير الخارجية سعود الفيصل تسليح المعارضة فكرة جيدة ودعوة البرلمان الكويتي لتسليح الجيش الحر والاعتراف بالمجلس الوطني، وكذلك فإن دول الخليج تعمل الآن على عقد تفاهم مع الروس لتجنب استخدام الفيتو مجددا في أي مشروع قرار قادم. ووصف السرميني الموقف الغربي بالمتردد رغم صدور بيان عن القمة الأوروبية يعترف بالمجلس الوطني كممثل للشعب السوري، لكن هذا لن يردع النظام عن القتل، والمطلوب اتخاذ إجراءات رادعة وسريعة من المجتمع الدولي تجاه ما يحدث في سوريا. ويعتقد السرميني أن ذلك لم يتم حتى الآن بسبب الدور الإسرائيلي وتمسكه بنظام الأسد، وهذا ما تجلى، على حد قوله، في مطالبة إيهود باراك لأمريكا بعدم زيادة الضغوط على نظام الأسد، وهي التصريحات التي تبعها ملاحقة الجيش النظامي في سوريا للمعارضين في بلدة «جباتا الخشب»، التي تقع في الجولان في المنطقة المنزوعة السلاح والتي يمنع إطلاق النار فيها وفقا لاتفاقيات إسرائيل مع نظام الأسد، ومع ذلك غضت إسرائيل الطرف عن ممارسات نظام الأسد الذي حول مدينة «جباتا الخشب» إلى ساحة معارك ضد المدنيين.وعن الدور التركي قال السرميني إن تركيا لن تكون في المقدمة وإن دورها سيكون ضمن إطار عربي أو دولي، كاشفا أن رئيس المجلس الوطني برهان غليون اجتمع أمس مع وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو لبحث التطورات الأخيرة.وعن محاولة اختطاف العقيد رياض الأسعد بيَّن السرميني أن المخابرات التركية أحبطت العملية التي كان سينفذها عملاء مخابرات نظام الأسد، كما ألقت القبض على المتورطين.