علمت «الشرق» أن اجتماعا سيضم السيناتور الجمهوري جون ماكين وأعضاء من المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري وعددا آخر من الشخصيات المعارضة سيُعقَد خلال الأيام المقبلة ليستمع لوجهات نظرهم حول التطورات الجارية في سوريا. يأتي ذلك في الوقت الذي يصعد فيه نظام الأسد عملياته العسكرية ضد جميع المناطق السورية، بانتظار نهاية المهلة التي منحها المبعوث الأممي العربي إلى سوريا كوفي عنان لبشار الأسد. وتشهد الأزمة السورية استعصاءً بسبب عدم قدرة نظام الأسد على القضاء على الثورة، وكذلك عجز المجتمع الدولي عن إدانة ما يقوم به النظام من قتل وتدمير وتهجير، وبعد عجز مؤتمرين دوليين باسم «مؤتمر أصدقاء الشعب السوري» عن القيام بأي فعل اتجاه حماية الشعب الذي ترك وحيدا يواجه مصيره مع نظام قاتل يحصل على كل أنواع الأسلحة والتغطية السياسية من روسيا والصين وإيران. يذكر أن السيناتور الجمهوري جون ماكين كان أول مسؤول أمريكي زار بنغازي واجتمع بالمجلس الانتقالي قبل التدخل العسكري في ليبيا، فهل سيكون لهذا اللقاء خلال اليومين المقبلين أثر على تطور الأحداث في سوريا؟ «الشرق» توجهت للناشط الميداني محمود عكل داخل سوريا وسألته عن رأيه في هذا اللقاء وهل من الممكن أن يقدم للشعب السوري شيئا. قال عكل «إن إدارة أوباما ما برحت تسوف وتدعي وقوفها إلى جانب الشعب السوري لكن في الحقيقة هي لم تفعل شيئا لهذا الشعب الذي ترك وحيدا تحت أسوأ آلة قتل عرفها التاريخ المعاصر، وأضاف نحن تعودنا رؤية لعبة تبادل الأدوار بين الحزبين الأمريكيين الأكبرين». واعتبر عكل اللقاء غير ذي أهمية خاصة أن المؤتمرات التي نظمت لأجل دعم الشعب السوري وعُقِدَت تحت اسم أصدقاء الشعب السوري وحضرها أكثر من سبعين دولة لم تقدم شيئا. وأكد الناشط أن ما يقوم به النظام هو حرب بالوكالة عن إسرائيل ضد الشعب السوري، ولن تقدم الولاياتالمتحدة ولا ماكين شيئا للشعب السوري، خاصة أن إسرائيل هي المتمسكة بنظام الأسد، ومعروف دور اللوبي الصهيوني، في أمريكا وفي الكونغرس الأمريكي، وكل من يرى غير ذلك فهو واهم، واعتبر الناشط أن ما لم تستطيع إسرائيل القيام به يقوم به نظام الأسد حيث يدمر سوريا بشكل ممنهج، مضيفا أن لدينا بعض المعلومات أن الولاياتالمتحدة تضغط على بعض الدول العربية التي قررت مساعدة الجيش الحر كي لا تقدم له السلاح، معتبرا أن أمريكا تنظر لتسليح الجيش الحر كجيش وطني لسوريا ما بعد الأسد خطرا على إسرائيل. وختم أن سوريا ما بعد سقوط الأسد ستحتاج لسنوات طويلة ولمئات المليارات من الدولارات لإعادة ما دمره هذا النظام. أثار الدمار في مدينة حماة أمس - أ ف ب