القصص التي تأتينا عل شبكة الإنترنت كثيرة، أختار منها المعبِّر والجميل كان آخر ماوصل لدي أسطورة معبِّرة عن حصان سقط في بير عميقة جافة. تتحدث الأسطورة عن حصان تقدَّمت به السن وتعثَّر حافره فسقط في بئر عميقة جافة. فكَّر صاحبه في انتشاله، وإذ كانت التكاليف كبيرة قد تصل إلى نصف ثمن الحصان في بئر جافة لانفع منها، فقد أصغى لصهيل الحصان طويلاً ثم هداه تفكيره إلى حل مشكلتين بضربة واحدة. قال الرجل في نفسه ماذا لو طلبت المساعدة ممن حولي فأدفن الحصان ومعه أردم هذه البئر الجافة العميقة التي لانفع منها. إذا سقط حصاني العجوز اليوم فقد تسقط فيها بقرتي الحلوب ومعزتي النشيطة بل قد يسقط طفل أوامرأة من يدري؟ نادى الفلاح جيرانه وطلب المساعدة في ردم البئر. قال الفلاح في نفسه أدفن الحصان العجوز وأردم البئر الجافة. بدأ من حول الفلاح بردم البئر بالمخلفات والأتربة أثناء هذا توقف صهيل الحصان فظن الفلاح أن الحصان مات دفناً في التراب. تعجب الفلاح وقال في نفسه لقد ارتحت مرتين. لكن الحصان في الأسفل كان ينفض الأتربة عن جسمه في كل مرة ويصعد خطوة للأعلى. حتى إذا وصل الردم قريباً من فتحة البئر قفز القفزة الأخيرة فنجا وانسدت البئر. من هذه القصة يبرز معنى أن الأشياء ليس كما تبدو في ظاهرها فقد تكون الكارثة نعمة إن أحسن المرء التصرف. ابن المقفع حاول في كتابه كليلة ودمنة نقل المعاني على لسان الحيوانات مثل التي ذكرنا. إن الحياة تلقي بأثقالها علينا فيمكن أن نطمر كما يمكن أن تكون على العكس، إن أحسنا التعامل معها أن نسخِّرها لمصلحتنا كما فعل الحصان مع التراب المتراكم. مع كل تحدٍ ومواجهة يمكن أن نرى الأمور سوداء كالحة فنموت تحتها، أو على العكس نفعل مافعل الحصان النشيط مع التراب أن نستخدمها هي بالذات المسخرة لدفننا أن نسخِّرها لنصعد فوقها ونخرج إلى عالم الحرية والإنتاج والفعالية والسعادة.