وقع حصان أحد المزارعين في بئر مياه عميقة ولكنها جافة وأجهش الحيوان بالبكاء الشديد من الألم من أثر السقوط واستمر هكذا لعدة ساعات كان المزارع خلالها يبحث الموقف ويفكر كيف سيستعيد الحصان ؟ ولم يستغرق الأمر وقتا طويلا كي يقنع نفسه بأن الحصان أصبح عجوزاً وأن تكلفة استخراجه تقترب من شراء حصان آخر ، هذا إلى جانب أن البئر جافة منذ زمن طويل وتحتاج إلى ردمها بأي شكل ، وهكذا نادى المزارع جيرانه وطلب منهم المساعدة في ردم البئر كي يحل المشكلتين في آن واحد ، التخلص من البئر الجاف ودفن الحصان وبدأ الجميع بالمعاول والجواريف في جمع الأتربة والنفايات وإلقائها في البئر . في بادئ الأمر أدرك الحصان حقيقة ما يجري حيث أخذ في الصهيل بصوت عالي يملؤه الألم وطلب النجدة وبعد قليل من الوقت أندهش الجميع لانقطاع صوت الحصان فجأة وبعد عدد قليل من الجواريف نظر المزارع إلى داخل البئر وقد صعق لما رآه فقد وجد الحصان مشغول بهز ظهره كلما سقطت علبه الأتربة فيرميها بدوره على الأرض ويرتفع هو بمقدار خطوة واحدة لأعلى ! وهكذا استمر الحال ، الكل يلقي التراب إلى الداخل فتقع على ظهر الحصان فيهز ظهره فتسقط على الأرض حيث يرتفع خطوة بخطوة إلى أعلى، وبعد الفترة اللازمة لملء البئر أقترب الحصان من سطح الأرض بسلام . وبالمثل أيها الإنسان أستفد من هذا الحصان وتعلم منه ، كيف تلقي أثقال الحياة وأوجاعها عنك ، تعلم كيف تتغلب على مشكلة تقابلك ، هي عقبة وحجر عثرة في طريقك ، مشاكلنا لا تنتهي وتتجدد مع أزواجنا ، أبنائنا ، أعمالنا ، جيراننا ، أصحابنا ، أقرب الناس لنا ، حياتنا مليئة بالمشاكل ... لا تقلق لقد تعلمت من الحصان كيف تنجو من أعماق البئر بأن تنفض هذه المشاكل عن ظهرك وترتفع بذلك خطوة واحدة لأعلى . وأخيراً أيها الإنسان حاول أن تنسى همومك وغمومك وأحزانك فهي لن تنساك وسوف تواصل إلقاء نفسها فوق ظهرك . فتعلم أيها الإنسان من ذلك الحصان !!! د. فواز عثمان السيف [email protected]