أعلن ناصريو اليمن أمس عن ولادة جديدة لهم من خلال حضورهم القوي في تظاهرات نظمها التيار الناصري في عددٍ من المحافظات في ذكرى مرور 35 عاماً على اغتيال الرئيس إبراهيم الحمدي أحد قادة التنظيم الناصري والذي دُفِنَ بمقتله مشروع الناصريين في اليمن بعد أن كانوا يحكمون كل مفاصل الدولة عسكريا ومدنيا. وحشد الناصريون أتباعهم من كل المناطق إلى عواصم المدن الرئيسية التي شهدت التظاهرات، وكانت المظاهرة الأبرز في محافظة تعز التي تعد المعقل الرئيسي للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري ويمثلها في البرلمان ثلاثة نواب أحدهم أمين عام التنظيم سلطان العتواني. وفي العاصمة صنعاء، اتجهت تظاهرة الناصريين عبر أكبر شوارع صنعاء نحو ضريح الرئيس الراحل، ورفع المتظاهرون شعارات تطالب بالقصاص من قتلته حيث يتهم الناصريون الرئيس السابق علي عبد الله صالح والقائد العسكري علي محسن الأحمر وشيوخ قبيلة حاشد بالتآمر عليه وقتله. وفي محافظة تعز التي تعد عاصمة قوى اليسار والنخب المدنية في اليمن، سارت التظاهرة في شارع جمال عبدالناصر أكبر شوارع المدينة منطلقةً من وادي القاضي ووصلت إلى ساحة الحرية حيث يعتصم أنصار أحزاب اللقاء المشترك الذين أسقطوا الرئيس صالح وأركان نظامه. وطالب المتظاهرون في تعز بمحاكمة الرئيس السابق علي صالح ونزع الحصانة عنه وإقالة نجله أحمد من قيادة الحرس الجمهوري ومحاكمة بقية المشاركين في قتل الرئيس الحمدي. وفي محافظة ذمار القريبة من العاصمة، خرجت تظاهرة مماثلة للناصريين طافت عددا من شوارع المدينة. واعتبر مراقبون تظاهرات الناصريين رسالة مفتوحة إلى الإخوان المسلمين الذين يحاولون السيطرة على جميع المناصب الحكومية مستغلين وجودهم القوي في أروقة حكومة الوفاق وبين القيادات العسكرية والقبلية. وفي صنعاء، شارك الحوثيون عبر جناحهم الشبابي “حركة الصمود”، الموجودة في ساحة التغيير بالعاصمة، في تظاهرات الناصريين من أجل رفع مستوى تحرك القوى المناوئة للمشروع الإخواني في اليمن. ويقف ناصريو اليمن على مسافة واحدة من جميع الأطراف ويتمتعون بقبول كل القوى السياسية بما فيها حزب صالح (المؤتمر الشعبي) خلافا للإخوان والحوثيين. وبحسب مراقبين، كشفت تظاهرات الناصريين عن وجود قوي لتيارات اليسار القومية والاشتراكية في محافظة تعز ومحافظات أخرى رغم التنكيل الذي تعرضت له خلال حكم الرئيس السابق، ويعتبر المراقبون تظاهرات الأمس رسالة للإخوان تفيد بوجود التيار القومي على الساحة السياسية. وكان الحزب الاشتراكي كشف عن وجوده الفاعل في محافظة تعز وعددٍ من محافظات الشمال بعد محاولة اغتيال أمين عام الحزب، الدكتور ياسين سعيد نعمان، الشهر الماضي، وبرز الأخير كأحد الأسماء المطروحة بقوة للمنافسة على منصب الرئيس في الانتخابات القادمة.