تعرّضت مدينة كادوقلي حاضرة ولاية جنوب كردفان إلى قصف صاروخي مفاجئ من الناحية الشرقية للمدينة، صباح أمس الإثنين. وأسفر القصف عن وقوع قتلى وإصابات وسط السكان بسبب سقوط الصواريخ عشوائياً على المنازل إلى جانب موقع الدفاع الشعبي التابع للحكومة في الخرطوم، فيما أفادت معلومات عن محاصرة قوات تتبع الجبهة الثورية (كيان معارض مؤلّف من أربعة فصائل مسلحة) للمنطقة. وتزامن القصف مع انطلاق ملتقى كادوقلي للسلام الذي بدأ أعماله في المدينة بمشاركة فعاليات حزبية وسياسية. وغاب عن الملتقى عددٌ من المشاركين الرسميين القادمين من العاصمة الخرطوم بسبب ظروف الطيران.من جانبه، وصف رئيس اللجنة العليا للملتقى، حسين جمعة مؤمن، في تصريح ل «الشرق»، القصف بأنه محاولة يائسة لإفشال ملتقى كادوقلي. واضطر عمال الإغاثة بعد القصف إلى الانسحاب إلى معسكر كانت تستخدمه قوات حفظ السلام، وقال المسؤول في مكتب الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية، دامينين رانس، «وفقا لمعلوماتنا سقطت خمس قذائف هاون على الأقل في المدينة». في الوقت ذاته، أكد شهود عيان وجود قتلى وجرحى جارٍ حصرهم في صفوف المدنيين جراء سقوط القذائف بشكل عشوائي على المنازل، مشيرين إلى تعرض مباني قيادة الدفاع الشعبي في الولاية للقصف. من جهته، قال االمحلل السوداني المقيم بلندن، عمار عوض، إن المعارك كانت تدور منذ الأمس عندما حاولت مليشيات تتبع لحزب المؤتمر الوطني الاستيلاء على مواقع الحركة الشعبية- شمال (حركة سودانية مسلحة) في قرية دلوكة ودلدكو (13 كيلومترا من كادقلي)، لكن قوات الجيش الشعبي تصدت لهم وزحفت إلى مشارف المدينة، وذكر عوض ل «الشرق» أن الهجوم استهدف مقر قيادة الدفاع الشعبي. وتزامن القصف مع خطاب التهدئة الذي أطلقه الرئيس السوداني عمر البشير من داخل قبة البرلمان مع بداية دورة انعقاده أمس، الذي دعا فيه إلى إعادة فتح الحدود البرية والنهرية مع جنوب السودان، إلا أن «عوض» استبعد أن يكون للأحداث في كادقلي تأثيرعلى اتفاق أديس أبابا الموقَّع بين السودان وجنوب السودان مؤخراً.واعتبر «عوض» أن الأمر يتطلب سرعة التوصل إلى سلام بين السودانيين في السودان الشمالي بدلا من إقامة منطقة عازلة ومنزوعة السلاح على الحدود، مضيفاً أن الأحداث الأخيرة وتجاهل المجتمع الدولي لمطالبات الحركة الشعبية- شمال ستقود الحركة لإثبات وجودها وفعاليتها على الأرض.