قتل وأصيب عشرات في قصف متمردي «الحركة الشعبية - الشمال» مدينة كادقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان المتاخمة للجنوب أمس أثناء عقد مؤتمر للسلام يشارك فيه عدد كبير من المسؤولين والسياسيين، بينما تعهد الرئيس عمر البشير بتوسيع التعاون مع دولة جنوب السودان لكنه اتهم جهات بمحاولة تعكير العلاقات بين الخرطوموجوبا. وقال البشير خلال مخاطبته البرلمان أمس إن اتفاق التعاون مع دولة الجنوب الذي وقعه مع نظيره الجنوبي سلفاكير ميارديت أخيراً جاء «بعد أن يئس خصومنا في الداخل والخارج، من تحقيق ما كان يراودهم من أوهام وأحلام إسقاط النظام». واتهم شخصيات في دولة الجنوب بمحاولة خلق توتر وعداء بين البلدين لتلبية «أطماع قائمة على رؤى أيديولوجية»، مؤكداً بدء آليات تطبيق اتفاق التعاون مع جوبا خلال الأسبوع الجاري عبر اجتماع اللجان المشتركة وعلى رأسها اللجنة الأمنية المعنية بمناقشة مصير معارضي النظامين وإنشاء منطقة عازلة بين حدودهما، مشيراً إلى أن الخطوة التالية لذلك تبادل زيارات المسؤولين. وأضاف البشير أن فك الارتباط العسكري والسياسي بين دولة جنوب السودان والمجموعات المتمردة في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق على الحدود مع الجنوب، سيعزز فرص التوصل إلى حل سياسي سلمي. وفي تطور عسكري لافت تعرّضت مدينة كادقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان إلى قصف صاروخي من المتمردين الشماليين، أمس، أسفر عن مقتل وإصابة عشرات. واستهدف بعض الصواريخ مبنى الإذاعة المحلية وقاعدة متطوعي الدفاع الشعبي وفرع البنك المركزي وسوق المدينة. وتزامن القصف مع بدء أعمال ملتقى كادقلي للسلام الذي يشارك فيه وزراء وحاكم الولاية أحمد هارون وقيادات سياسية في الحكومة والمعارضة، لكن القصف كان بعيداً من مقر الملتقى الذي غاب عنه كبار المسؤولين وكان مقرراً أن يخاطبه مساعد الرئيس السوداني نافع علي نافع. وذكرت الإذاعة السودانية في خدمتها الإخبارية أن القصف خلّف خمسة قتلى على الأقل ونحو 23 جريحاً.