قتل خمسة اشخاص وجرح اكثر من عشرين شخصا في قصف شنه المتمردون على كادقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان التي يقاتل المتمردون فيها الحكومة السودانية منذ العام الماضي، وفق ما ذكرت الاذاعة السودانية الرسمية الاثنين. وقالت اذاعة ام درمان الرسمية في رسالة قصيرة بثتها عبر الهاتف الجوال "استشهد خمسة اشخاص وجرح 23 في قصف لمتمردي الحركة الشعبية شمال السودان لكادقلي". ولم يؤكد المتحدث باسم الجيش السوداني العقيد الصوارمي خالد سعد الحصيلة، لكنه قال "صباح اليوم تسللت جماعة من متمردي الحركة الشعبية شمال السودان ناحية كادقلي وقاموا بقصف ضاحية على بعد حوالى ستة كيلومترات شرق كادقلي ونتيجة لهذا القصف قتلت امراة وجرح ثلاثة مواطنين". بينما اكدت الاممالمتحدة ومواطنين من المدينة وقوع القصف. واعترف متمردو الحركة الشعبية شمال السودان بمسؤليتهم عن الهجوم لكنهم اكدوا انهم لا يستهدفون المدنيين. وقال المتحدث باسم المتمردين ارنو لودي لفرانس برس عبر الهاتف من نيروبي "نعم هذه قواتنا ونحن لسنا بعيدين عن كادقلي وموجودون خارج المدينة". ولم تكن لديه معلومات حول الضحايا او تفاصيل عن الهجوم. لكنه قال "قواتنا لا تستهدف المواطنين ولكنها تستهدف العسكريين". وقال منسق الاممالمتحدة للشؤون الانسانية في السودن علي الزعتري في بيان ان القذائف سقطت بالقرب من مكتب منظمة الاممالمتحدة للطفولة (يونيسيف)، ومدرسة ومركز للشرطة. ودان البيان الهجوم بقوله ان "هذا الهجوم الذي استهدف مكاتب مدنية وللامم المتحدة يستحق الادانة ويشكل انتهاكا للقانون الانساني والدولي". وقال احد مسؤولي مكتب الاممالمتحدة للشؤن الانسانية دايمن رانس لفرانس برس "وفقا لمعلوماتنا، سقطت خمس قذائف موتزر على ارض كادقلي". واضاف رانس انه تم نقل كل موظفي الاممالمتحدة السودانيين وغيرهم الى معسكر قوات حفظ السلام (يونيسفا) ما بين المدينة ومطارها. وتعمل اليونيسفا في منطقة ابيي المختلف عليها بين السودان وجنوب السودان. وتقاتل الحكومة السودانية متمردي الحركة الشعبية شمال السودان في جنوب كردفان منذ حزيران (يونيو) 2011. ولم يحدد رانس عدد موظفي الاممالمتحدة الذين تم اجلاؤهم الا ان برنامج الاغذية العالمي قال ان خمسة عشر من السودانين وثمانية من افراد عائلاتهم وموظف دولي واحد تم اجلاؤهم لمعسكر يونيسفا. وجاء الهجوم بعد ان وقع السودان وجنوب السودان نهاية الشهر الماضي اتفاقا امنيا وللتعاون بين البلدين بهدف انهاء النزاع بين الجانبين. واندلع قتال بين الجارتين في اذار (مارس) ونيسان (ابريل) الماضيين على طول الحدود بينهما ما جعل مجلس الامن الدولي يصدر القرار رقم 2046 ليطالب بالوقف الفوري للعدائيات وحل القضايا العالقة عبر التفاوض. ونص الاتفاق بين الدولتين على انشاء منطقة عازلة منزوعة السلاح بعرض عشرة كلم على كل جانب على طول الحدود التي تمتد لحوالي الفي كلم. ويتوقع للمنطقة العازلة ان توقف الدعم عن متمردي الحركة الشعبية شمال السودان في ولايتي النيل الازرق وجنوب كردفان اللتين تقاتل فيهما الحكومة السودانية. وقال مواطن من كادقلي لفرانس برس ان القصف تم من الجبال حول المدينة واستمر لساعتين عند منتصف النهار. وقال اخر انه سمع صوت القصف. ووقع القصف في الوقت الذي كان حزب المؤتمر الوطني الحاكم في الشمال واحزاب اخرى تعقد اجتماعا في المدينة لحل قضية الحرب في جنوب كردفان باسم ملتقى كادقلي التشاوري. وتسببت الحرب في نزوح مئات الالاف وفق الاممالمتحدة. واتهم الصوارمي المتمردين بانهم يريدون افشال الملتقى في حين نفى ارنو لودي الاتهام وقال ان الهجوم جاء في اطار استراتيجية حركته لاسقاط نظام الخرطوم. وبدأت الحرب في جنوب كردفان من مدينة كادقلي ولكن المدينة ظلت تحت سيطرة الحكومة السودانية رغم انتشار المتمردين في مناطق قريبة منها. وقاتل السكان الاصليون في جنوب كردفان مع جنوب السودان خلال الحرب الاهلية بين شمال السودان وجنوبه والتي امتدت لاثنين وعشرين عاما رغم انتمائهم لشمال السودان. وانتهت الحرب بتوقيع اتفاق السلام الشامل 2005 والذي افضى الي ان يصبح جنوب السودان دولة مستقلة.