تبحث عمالة وافدة سائبة عن فرص عمل بطرق غير قانونية في الثقبة، فكلمات مثل (سباك، نجار، كهربائي، صبغ، تعتيق، غسيل سيارة) اعتاد الجميع على سماعها عندما يسلكون شوارع الثقبة الرئيسية، وما إن تسير بسيارتك في الشارع 15 أو مكةالمكرمة أو الرياض على سبيل المثال، حتى تجد عشرات العمال في مشهد غير حضاري من جنسيات آسيوية وعربية ينادون بأعلى أصواتهم عارضين خدماتهم في الوقت ذاته، ولا يقف الأمر عند ذلك، بل من القدرات الخارقة التي يمتلكها هؤلاء أن تجد رجلا يمكنه القيام بجميع هذه المهن والأعمال لوحده، حيث من المستحيل أن تجد عاملا متخصصا في مهنة معينة، فهم لا ينتمون إلى محلات تجارية ولا يملكون رخصا مهنية، و ما هم إلا مخالفون لأنظمة الإقامة. وأشار محمد العنزي، أحد سكان الحي، إلى أن هذه العمالة تبدأ بالتجمع على امتداد الشارع صباحا عند الساعة السابعة، وما إن تقف سيارة بالقرب من أحدهم حتى يتجمع حولها أكثر من 15 عاملا، عارضين خدماتهم أمام هذا الزبون الذي يعلم جيدا بدوره أن هؤلاء غير مختصين، ولا يملكون شهادات في المجال الذي يرغبه، ولكنه يلجأ إليهم نظرا لأسعارهم الرخيصة مقارنة بالمحلات التجارية التي تكون الأسعار فيها أعلى من ذلك. من جانبه قال سعيد الشهري: إن هناك عديدا من المهن التي تمارسها هذه العمالة عشوائيا، منها: إصلاح الريسفيرات، والسباكة، والنجارة، وتركيب الستائر، ونقل العفش، لدرجة أنك لو سألت أحدهم عن أي مهنة فإنه يوافق على القيام بها مباشرة دون تفكير، لكونه يفكر بجني أكبر قدر من المال فقط لا غير، بغض النظر إن كان ملما بالمهنة أم لا. وذكر عبدالله اليامي، أن هؤلاء العمال يشكلون خطرا أمنيا كبيرا، نظرا لأنهم يعرفون تفاصيل بعض المنازل ومداخلها وساكنيها، وقد يقومون بسرقتها في وقت لاحق، حيث إنه لا يمكن العثور عليهم بعد ذلك لعدم وجود مقر ثابت لهم، لكونهم يقومون بتغيير مواقع تجمعهم بشكل دائم. وطالب الجهات المعنية بالقيام بحملات مراقبة للحد من هذه الظاهرة، إضافة إلى تنظيم برامج توعوية للمواطنين هدفها عدم التعامل مع هذه العمالة، وعدم التستر عليها، خاصة أن الجميع يعلمون مواقع تجمعها. .. وآخرون يترقبون الزبائن في الشارع 15 في الثقبة (تصوير: سلطان العتيبي)