يظهر راجي زيدان رئيس بلدية مدينة بيت جالا في الضفة الغربية فرماناً عثمانياً عمره مائة عام، ليدلل من خلاله على عراقة بلدته التي تأسست فيها أول مدرسة للبنات في فلسطين، وأول كلية جامعية، فاستحقت أن تكون أول بلدية فلسطينية. والفرمان مكتوب بلغة تركية بأحرف عربية، وقال راجي زيدان لوكالة فرانس برس” عندما زارنا السفير التركي لم يستطع قراءة الفرمان لأنه مكتوب بأحرف عربية.” وفي غرفة رئيس البلدية صفت على الجدار الغرفة صور لخمسة عشر رئيساً لبلدية بيت جالا تعاقبوا عليها منذ العام 1912، ابتداء من سالم أبو السبل، الذي يبدو كشيخ جليل بقنبازه الأبيض ولحيته، ومن ثم تتوالى صور أخلافه الذين يظهرون على التوالي مع قنباز وعمامة، ثم قنباز وطربوش، ثم قنباز وكوفية وعقال، ثم في ملابس حديثة. ومدينة بيت جالا الجبلية من المدن المسيحية الرئيسية في الضفة الغربية، وهي توأم لمدينة بيت لحم وامتدادها للغرب، وترتفع عن سطح البحر 850 متراً، ومساحة أراضيها 14500 دونما.. وقد صادرت منها “إسرائيل” آلاف الدونمات لتبني مستوطنة هار غيلو، واعتبرتها بلدية القدس ضمن أحيائها. وبدأت مدينة بيت جالا الخميس والجمعة احتفالات رسمية وشعبية من المقرر أن تستمر حتى نهاية العام، وفقا لراجي زيدان. وقال رئيس البلدية “مدينة بيت جالا مدينة مؤسسات استحقت أن تكون بلدية، بسبب مؤسساتها الكبيرة والكثيرة التي تواجدت فيها منذ القرن التاسع عشر”. فقد شيدت في بيت جالا أول كلية جامعية في فلسطين، والمعهد الإكليري الذي تخرج منه كل بطاركة القدس الكاثوليك ومنهم البطريرك ميشال صباح والبطريرك فؤاد طوال، وفقاً لزيدان. وأضاف زيدان “فيها أيضا أول مدرسة بنات في فلسطين شيدت العام 1870، وهي تعرف بالمدرسة الموسكوبية، وقد شيدها الروس، وفيها كنيسة العذراء التي بنيت قبل 150 عاماً، إضافة إلى جمعيات ومؤسسات تعنى بشؤون المرأة والطفل”. وتصارع بيت جالا مثل باقي المدن الفلسطينية للحفاظ على أراضيها من قضم الجدار اللإسرائيلي الفاصل. وطالت الهجرة بيت جالا كما طالت غيرها من المدن المسيحية. وقال راجي زيدان “إن الفقر والأوضاع الاقتصادية في الفترة العثمانية جعلت الناس تهاجر، فهاجر أول فلسطيني من بيت جالا عام 1860 وتبعته عائلات كاملة”، مشيراً إلى وجود الآلاف من أبناء المدينة في تشيلي وهندوراس والبيرو وغيرها، فيما لا يزيد عدد سكانها اليوم عن 17 ألفاً. وقال الكاتب والشاعر خليل توما من مدينة بيت جالا “من الصعب إيقاف الهجرة في ظل الوضع الاقتصادي الصعب، وعدم وجود أفق للمستقبل أمام الشباب، إضافة إلى عدم حرية الحركة، فقد كانت الناس تذهب للعمل في القدس، أما الآن فالحركة معدومة”. وأضاف توما “مع الأسف، لا يوجد ثقافة وتوعية حول خطورة الهجرة التي تشكل خطراً على وجودنا كفلسطينين وكمسيحيين”. ومضى يقول كانت حركة المدينة بمهرجانها الاحتفالي جميل جداً، وردت لها الروح، فقد تضررت بيت جالا وعانت خلال فترة الانتفاضة جراء القصف الإسرائيلي بما فيه الكفاية، وتضرر فيها نحو 200 بيت”. أما مسؤولة مسرح الحارة مارينا برهم التي يشارك مسرحها بفاعلية في المهرجان، فقالت لوكالة فرانس برس “لقد حضرنا للمهرجان منذ ستة أشهر بالتعاون مع البلدية، حضرنا ألعاباً ودمى وسيرك (…) تستحق هذه المدينة أن نعطيها الفرحة والبهجة”. أ ف ب | بيت جالا (فلسطين)