تظاهر مئات المغاربة مساء أمس الأول أمام القنصلية الأمريكية في الدارالبيضاء احتجاجا على الفيلم المسيء للإسلام مرددين هتافات تدافع عن الرسول الكريم وتهاجم الولاياتالمتحدة وتتوعد بالانتقام، فيما اعتقلت الشرطة عددا من المتظاهرين. ومن المتوقع أن تتواصل الاحتجاجات اليوم في مختلف المدن المغربية بناءً على دعوات على المواقع الاجتماعية، وتعتقد المصالح الأمنية أن اليوم سيكون ساخناً خاصة على محوري العاصمة الرباط والدارالبيضاء. وتحسباً لأية تطورات، أعلنت السلطات المحلية حالة استنفار في محيط القنصلية الأمريكية بالدارالبيضاء، حيث فرضت قوات الشرطة طوقا على الشوارع والأزقَّة المؤدية إليها، لكن عشرات المحتجين تمكنوا من الوصول إلى مكان تنظيم الوقفة ورددوا شعارات تندد بالإساءة للدين الإسلامي. وحمل المتظاهرون لافتة كبيرة حمراء كُتِبَ عليها باللون الأبيض “لم نرك.. لكننا نحبك” قاصدين الرسول الكريم، وبعدها أحرقوا العلم الأمريكي على إيقاع الشعارات المعهود سماعها وسط مدرجات ملاعب كرة القدم في المغرب. وأصر المحتجون على إنزال العلم الأمريكي من فوق مقر القنصلية، ما دفع عناصر الأمن إلى الدخول بدراجات نارية وسط الغاضبين في محاولة ل “تجنب الأسوأ” وتهدئة الأجواء بعد 45 دقيقة من رفع شعارات دعت إلى “موت أمريكا وسقوطها”. من جانبها، طالبت السفارة الأمريكية في المغرب رعاياها بأخذ الحيطة والحذر خاصة بعد الهجوم الذي نفذه مسلحون على القنصلية الأمريكية في بنغازي الليبية الذي أدى إلى مقتل السفير الأمريكي هناك. بدورها، قدمت الحكومة المغربية التي يقودها حزب “العدالة والتنمية” الإسلامي، تعازيها للحكومة الأمريكية في مقتل سفيرها بليبيا، وذكَّرت الحكومة المغربية في بيانٍ لها “بالموقف المبدئي والثابت للمغرب القائم على نبذ كل عدوان”٬ مؤكدة “إدانتها الشديدة لهذا الاعتداء الشنيع الذي لا يمكن تبريره بأي ذريعة كيفما كانت”، مضيفة أنها “تدين في الوقت ذاته٬ وبنفس القوة والحزم٬ مضمون الأشرطة والتصريحات وكافة الأعمال التي دأبت على انتهاك حرمة الدين الإسلامي “. وفي ذات السياق، دعا وزير الشؤون الخارجية والتعاون، سعد الدين العثماني، إلى توافق دولي لإقرار مواثيق تجرم مثل هذه الإساءات للأديان، مطالباً كافة المسلمين بالدفاع عن قضاياهم بتحضر وسلمية. على خط آخر، دعا محمد الفيزازي، أحد أبرز وجوه ما يُعرَف ب “السلفية الجهادية” في المغرب، إلى مقاطعة البضائع الأمريكية، معربا عن “رفضه التام وغير المشروط للإساءة لرمز الإسلام”. وفي السودان، تنطلق اليوم من مساجد العاصمة الخرطوم ومختلف الولايات مسيرات غضب كبرى منددة بالفيلم المسيء. وعقد وزير الإرشاد السوداني مؤتمر صحفيا في الخرطوم ندد فيه بالفيلم، في الوقت نفسه عمت موجة غضب واستياء في الأوساط السودانية من هذه الإساءة.