ما زالت الغضبة على الفيلم المسيء للرسول الكريم في اوج ذروتها، حيث تصاعدت وتيرة الاحتجاجات في عواصم عربية واسلامية وحتى اوروبية تمثلت في مهاجمة السفارات الاميركية وترديد الشعارات المناهضة لاميركا ولليهود. وأثارت التساؤلات حول انتاج الفيلم وتوقيت عرضه، الذي تزامن مع الذكرى الحادية عشرة لاحداث سبتمبر، الكثير من الشكوك حول الاهداف المشبوهة التي انتج من اجلها والجهات التي تقف وراءه. سيارة تابعة للسفارة الاميركية في صنعاء اشعل المتظاهرون النار فيها (رويترز) وفي تواصل للاحتجاجات اقتحم متظاهرون غاضبون امس مجمع السفارة الاميركية في صنعاء واحرقوا عددا من السيارات في فناء المبنى احتجاجا على الفيلم المسيء للاسلام ، الا ان قوات الامن اليمنية نجحت في اخلاء المكان. ودان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بشدة «الاعتداء الغاشم» على السفارة مؤكدا ان وراءه «جماعات غوغائية»، كما قدم اعتذاره للرئيس الاميركي باراك اوباما وامر بتشكيل لجنة للتحقيق في ملابسات الهجوم. وذكر مراسلو وكالات الانباء ان قوات الامن المركزي وشرطة مكافحة الشغب انتشرت بكثافة في المكان بعد ان استخدمت الطلقات التحذيرية وخراطيم المياه لاخراج المتظاهرين الذين لم يبدوا مقاومة كبيرة. وتمكن المتظاهرون الذين تجمعوا بالالاف بالقرب من السفارة، من اقتحام البوابة الرئيسية للمجمع ودخلوا الى الفناء حيث اشعلوا النار في سيارات وقاموا بأعمال تخريب. محتجون يتسلقون السياج المحيط بالسفارة الاميركية في صنعاء (رويترز) وكان المتظاهرون يرددون «يا رسول الله يا محمد» و»إلا محمد بن عبدالله». وانتشرت عناصر الامن في المكان فيما دخلت عناصر شرطة مكافحة الشغب فناء السفارة لاخراج المتظاهرين. وذكر المراسلون ان المتظاهرين الذي معظمهم من الشباب والمراهقين، لم يبدوا مقاومة كبيرة لدى تدخل قوات الامن لاخلاء المكان. كما لم يتدخل الحرس الاميركي الخاص بالسفارة. وذكر شهود عيان انهم شاهدوا حراسا مسلحين على سطح مبنى السفارة، الا ان هؤلاء لم يتدخلوا ايضا. متظاهرات ايرانيات يحملن لافتة كتب عليها ( المخرج الصهيوني اذهب الى الجحيم) (ا ف ب) وشوهد جريحان على الاقل يتم اخراجهما من فناء السفارة، الا ان اصابتيهما لا تبدوان بسبب الرصاص بل بسبب التدافع والعراك على الارجح. وقال شاهد عيان «دخل متظاهرون واحرقوا ثلاث سيارات»، فيما ذكر آخر ان الشرطة «القت القبض على عدد من زملائنا». وظل المئات من المحتجين متجمعين في مكان قريب من السفارة يرددون شعارات معادية لليهود وللولايات المتحدة. وهتف المئات عند حاجز اقامته قوات الامن «خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سوف يعود». متظاهرون مصريون يحاولون اعادة رمي القنابل المسيلة للدموع على قوات مكافحة الشغب (ا ف ب) وافادت مصادر دبلوماسية ان البعثات الغربية اعطت تعليمات لموظفيها بألا يتوجهوا للعمل في السفارات امس الذي هو اساسا يوم عطلة في اليمن. وفي رده على اقتحام السفارة، اعرب الرئيس اليمني في بيان نشرته وكالة الانباء الرسمية، عن «بالغ الاسف لمجريات ما حدث من اعتداء غاشم على السفارة الأمريكية في صنعاء. وقال ان «من قام بذلك جماعات غوغائية لا تعي ولا تدرك المخططات البعيدة المرامي من قبل القوى الصهيونية خصوصا التي قامت بتأليف ونشر فيلم مسيء للرسول الكريم». واشار الى ان «هذه المخططات تهدف إلى الإضرار بالعلاقة مع الولاياتالمتحدة الأميركية» مشيرا الى ان «هذه الجماعات استغلت عدم الاستعدادات الأمنية اللازمة، والتي جاءت في ظروف الانقسامات في صفوف الأمن جراء الأزمة السياسية التي نشطت مطلع العام 2011». وحذر هادي من ان «هذه الاعتداءات ستنعكس سلبا على العلاقات الطيبة بين اليمن وشعب الولاياتالمتحدة الأميركية، وذلك لما تريده المخططات المعادية للسلام والوئام، والتي تعمل دوما على خلق الفجوات والمشاكل بين الشعوب.» وعبر الرئيس اليمني عن «اعتذاره الشخصي للرئيس الأميركي باراك اوباما ولشعب الولاياتالمتحدة لما حدث». وذكرت الوكالة ان هادي «وجه بتشكيل لجنة لمعرفة ملابسات ما حدث والعمل على المعاقبة الرادعة للمسيئين والمتسببين في ذلك». وشهدت عدة دول اسلامية احتجاجات ضد فيلم «براءة المسلمين» وهو فيلم نشر على الانترنت واعتبر مسيئا للاسلام وللنبي محمد. في القاهرة دارت مواجهات صباح امس امام السفارة الاميركية في القاهرة بين متظاهرين يحتجون على فيلم مسيء للاسلام انتج في الولاياتالمتحدة والشرطة التي تستخدم الغاز المسيل للدموع. وقالت وزارة الصحة ان 13 شخصا اصيبوا بجروح في هذه المواجهات المتقطعة التي بدأت ليلا. وقالت وزارة الداخلية ان المواجهات سببها متظاهرون «رموا قوات الامن المكلفة امن السفارة، بالحجارة وزجاجات حارقة». ونقل التلفزيون العام مباشرة مشاهد للمواجهات. ونشرت مدرعات في محيط السفارة. وكانت الحكومة المصرية دعت الاربعاء المواطنين الى «ضبط النفس» في التعبير عن «الغضب» من فيلم مسيء للاسلام انتج في الولاياتالمتحدة واثار مخاوف من عودة التوتر في البلاد بين المواطنين المسلمين والاقباط. ويلف الغموض هوية صاحب فيلم «براءة المسلمين». وبحسب الصحافة المصرية ودعاة اسلاميين متشددين فان اقباطا يعيشون في الولاياتالمتحدة شاركوا في اعداد الفيلم. وأعربت الجزائر عن استيائها من الفيلم الأميركي الذي اعتبر مسيئا للإسلام والنبي محمد ، ووصفته بالاستفزازي هدفه تأجيج الحقد والتوتر. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الجزائرية عمار بلاني في بيان نشر امس إنه «انطلاقا من تمسك الجزائر العميق بالوئام بين مختلف العقائد واحترام جميع الديانات تعرب الجزائر عن أسفها الشديد للا مسؤولية أصحاب فيلم (براءة المسلمين) الذي يسيء للإسلام ورسوله «. واعتبر البيان أن «المساس بالرموز الدينية المقدسة أيا كانت لا يمكنه إلا إثارة الشجب والاستياء إذ إن هذه الاستفزازات تهدف إلى تأجيج الحقد والتوترات وإعاقة الجهود المبذولة على المستوى الدولي في إطار حوار الحضارات والديانات». إلى ذلك، عززت السلطات الأمنية الجزائرية الأربعاء إجراءاتها الأمنية بالقرب من السفارة الأميركية بالعاصمة الجزائرية، بعد إطلاق ناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي دعوات الى تنظيم احتجاجات ضد الفيلم أمام مقر السفارة. و دعت حركة النهضة المعارضة الحكومة الجزائرية إلى استدعاء السفير الأميركي للتعبير عن احتجاج الجزائر عن هذا ‹›الفعل الإجرامي». من جهة أخرى وجه وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي برقية تعزية لنظيرته الأميركية هيلاري كلينتون عقب مقتل السفير الأميركي في ليبيا، إلى جانب ثلاثة موظفين آخرين يعملون بقنصلية بنغازي التي تعرضت لهجوم بقذائف ار بي جي احتجاجا على الفيلم المذكور. ودانت باكستان الفيلم الأمريكي المسيء للنبي محمد الذي أشعل غضب المسلمين وأدى إلى الهجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي وأسفر عن مقتل أربعة أمريكيين بينهم السفير. وأكدت الخارجية الباكستانية في بيان لها أن الفيلم أساء لمشاعر المسلمين في كل أنحاء العالم. وأضاف البيان أن «مثل هذه الأفعال البغيضة بالتزامن مع ذكرى هجمات الحادي عشر من أيلول/سبتمبر يثير الكراهية والفتنة والعداء داخل المجتمعات وبين الشعوب من مختلف الأديان». وأوضح البيان أن باكستان تعتقد أنه «يجب معارضة جميع مظاهر الميول المتطرفة». وكثيرا ما تشهد باكستان ذات الأغلبية المسلمة مظاهرات عنيفة احتجاجا على أي أفعال تسيء للإسلام. وأدانت إسلام آباد، في بيان منفصل، مقتل السفير الأمريكي كريستوفر ستيفنز وثلاثة أمريكيين آخرين في الهجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي الثلاثاء.