عبست الحياة في وجه سعدية العلاقي ذات ال 24عاماً، وحطمت جميع أحلامها، بعد أن أصابها حادث مروري مروع عقب شهرين من زواجها، أدى إلى إصابتها بشلل رباعي، جعلها طريحة السرير الأبيض بمستشفى جامعة الملك عبدالعزيز، لا تقدر بسببه على الحركة أو حتى الكلام. يقول والد سعدية “ما تمر به ابنتي الوحيدة الراقدة يجعلني أموت في اليوم ألف مرة ومرة، لأنني عاجز عن علاجها الذي يحتاج مبالغ باهظة”، وتضيف “حصل الحادث في يوم 23 شوال من عام 1432ه، حيث خرجت ابنتي مع زوجها -الذي لم يمض على زواجها منه سوى شهرين آنذاك- في الساعة الثالثة فجراً لاقتناء بعض نواقص المنزل من البقالة، وأثناء سيرهم قام شاب متهور بصدم سيارتهم بأقصى قوته، مما أدى إلى إصابة ابنتي بضرر فادح في جسدها، تركز في الفقرتين الخامسة والرابعة من عمودها الفقري، وأدى بها إلى شلل رباعي”، ويتابع “اتصل زوجها الذي سلمه الله من الحادث ليخبرني بما جرى، فهرعت أنا وإخوتها لنرى عروس الأمس المشرقة ترقد في الفراش الأبيض بلا حراك، وبعد مضي يوم داخل العناية المركزة، أصابتها انتكاسة شديدة توقف فيها قلبها، وسارع الأطباء بإجراء عملية إنعاش تكللت بالنجاح بفضل الله”. مناشداً أهل الإحسان بالنظر لابنته بعين الرأفة تبعاً لقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه)، وقال “بعد أن نصحنا الأطباء بأخذها إلى مركز مختص في جراحة المخ والأعصاب في دولة التشيك، سألت عن علاجها وعن مقدار التكاليف فشعرت بصدمة، حيث ستصل تكاليف علاجها إلى 76 ألف ريال في الشهر الواحد، وهو مبلغ يفوق طاقتي كرجل متقاعد، يتقاضى خمسة آلاف ريال”، ويستدرك “زوجتي مريضة أيضاً بسرطان الثدي، ويضيع نصف راتبي في علاجها ولا يبقى منه غير ألف و300 ريال أحتار في دفعها للماء أم للكهرباء أوغيرهما”. وتابع “إن معاناة سعدية أنسانا مرض أمها، فما عدنا قادرين على التفكير أو التصرف، وقمت بطلب تقرير من مستشفى الملك عبدالعزيز الذي تقطنه حالياً من أجل نقلها إلى مركز التأهيل الشامل للمعوقين، وحين قدمت التقرير للمركز أخبروني أنه غير كافٍ، ومضى على وجود ابنتي في المستشفى برفقة والدتها حتى الآن ثلاثة أشهر، وتمضي الأيام بها وأنا مكبل اليدين، يغالب دموعه ويقول “لست متسولاً، وأشعر بألم من حاجتي وضعف حيلتي، وليس بيدي شيء غير مناشدة الله ثم ذوي القلوب الرحيمة بحال هذه الفتاة، وسأبقى صابراً محتسباً”. ونوه العلاقي بأنه قام بتقديم خطابات رسمية يناشد فيها المسؤولين الوقوف معه في محنته، وقال استعنت حتى الآن ب16واسطة، ولا نتيجة غير أن طلبي تحت الإجراء”. وتردد أم ياسر والدة سعدية كلمة “الحمدلله” كثيراً، وتوضح “ألجمني الخبر حين وصلني، وبقيت أروح وأذهب في المنزل منتظرة والد سعدية أخذي إليها، وما إن رأيتها بهذه الحال حتى نسيت مرضي، وأهملت نفسي وتعبي، ولم أعد أفكر إلا بمرضها وأدعو الله أن يبلغنا لحظة شفائها”. وتضيف “سعدية أصبحت بحال عصبية بعد هذه الحادثة، حيث إنها لا تقوى على الكلام بسبب وجود فتحة في حنجرتها لوصول الأكسجين لها، فهي ترغب بإيصال ما تريده أو تشعر به، وعدم قدرتنا على فهمها لما تريد أن تقول يجعلها عصبية ويسوء حالها”. وتعبر أم ياسر عن عظم الألم في قلبها من أجل ابنتها، وتقول “رغم ألمي راضية بما قدره الله لابنتي الوحيدة، التي كانت بمثابة الشمعة في البيت، المحبة للخير والعطاء، ومحتسبة الأجر والثواب من الله تعالى”.