لم يمضِ شهران على دخولها عتبة الزوجية حتى شاء المولى عز وجل أن تتعرض إلى حادثة مرورية مع زوجها، نتج عنه إصابتها بشلل رباعي أفقدها النطق والحركة وأياماً جميلة ما ملت ترسمها. «هي ابنتي الوحيدة ولم أفرح في حياتي مثلما فرحت ليلة زواجها، وحالياً تبدل كل ذلك إلى حزن ودموع بسبب وضعها الصحي»، بهذه العبارات بدأ والد سعدية حديثه ل«الحياة». كانت يدا محمد ترتجفان وهو يحاول عرض التقارير الطبية، ولبرهة من الزمن ظل يفتش في التقارير عن بصيص أمل لحال ابنته الوحيدة، «أنا رجل كبير في السن وليس عندي إلا ابنة واحدة هي الحنون التي افرح لفرحها وشكرت الله كثيراً أني اوصلتها إلى بيت الزوجية حلم كل فتاة لتهنأ وتسكن، لكن لم يستمر الفرح سوى شهرين وقعت بعدها الحادثة المرورية المؤلم»، موضحاً بأنه شعر بقلبه يهبط أسفل ضلوعه فور سماعه الخبر الفاجعة. ويضيف: «نقلتها إلى مستشفى جامعة الملك عبدالعزيز ولها الآن أكثر من شهرين ترقد في المستشفى مثل الجثة الهامدة، فقط تتنفس بلا حراك، ولا نتوقف أنا ووالدتها عن زيارتها والبقاء إلى جانبها كل يوم»، لافتاً إلى أنهما لا يملكان لها سوى الدعاء. ويشير التقرير الطبي ل«سعدية» إلى وجود كسر في الفقرة العنقية الأولى والفقرة العنقية الخامسة، وهي تعاني من شلل في الأطراف السفلية وضعف في حركة الأطراف العلوية، وبحسب التقرير فقد تم إجراء عمل جراحي بواسطة فريق جراحة المخ والأعصاب لتثبيت كسر الفقرة العنقية الخامسة، وجرى إدخال المريضة إلى وحدة العناية المركزة ومازالت منومة في هذه الوحدة تحت الملاحظة مع اعتمادها على جهاز التنفس الصناعي. ويتابع العم والدها: «تم إجراء عملية لها في فقرات الرقبة وطلبوا مني توفير قيمة إحدى الفقرات بمبلغ 16 ألف ريال، وحده الله يعلم كيف جمعتها فأنا رجل متقاعد وبالكاد أعيش على الكفاف، وهناك عملية جراحية لا بد من إجرائها لفقرة أخرى، وهذه العملية صعبة جداً، ما دعا الأطباء إلى نصحي بعلاجها في الخارج في أحد المراكز الطبية المتخصصة سواء في ألمانيا أو التشيك، لكن من أين وكيف وأنا ليس لي حيلة»، مشيراً إلى أن قلة حيلته ووضع ابنته أثرا سلباً على نفسيته ونفسية زوجته المسنة. ويناشد محمد أصحاب القلوب الرحيمة والمسؤولين في وزارة الصحة النظر على وضع سعدية بعين العطف والشفقة، والعمل على التكفل بتكاليف علاجها في الخارج، خصوصاً أن الوقت يمضي ووضع ابنته الصحي يزداد سوءاً يوماً بعد الآخر.