يحتاج طلبة المدارس إلى أخذ قسط من الراحة بين الحصص وتناول الطعام، إلا أن الخيارات التي تتيحها أغلب المقاصف المدرسية غير مدعمة بالعناصر الغذائية المهمة لنموهم، بين “شيبسات” و”حلويات”، أو وجبات معدة من قبل عمالة آسيوية، فيما أكد مختصون أن هذا النوع من الأغذية سبب رئيسي للإصابة بالسمنة، في حين بلغت نسبة سمنة الأطفال في المملكة 17%، كما أن هناك 12.5 مليون مراهق يعاني منها. عمالة آسيوية وأكد المعلم محمد مشعل أن مدرسته توظف عمالة آسيوية تقوم بطهو الطعام وبيعه للطلاب، باتفاق مسبق مع إدارة المدرسة، ويحصلون على عقد تشغيل المقصف مقابل أجر مادي، وأشار إلى أن معظم المتعهدين يستأجرون المقصف ثم يأجرونه بدورهم في الخفاء لعمال أجانب، ويتعاقد “العامل” مع مطعم للوجبات السريعة دون قيود ورقابة، أو حتى اهتمام بنوعية الغذاء الذي يحتاجه الطالب في مرحلته العمرية، وبين أن دخل المقصف يصرف في أنشطة المدرسة، وتكريم المعلمين في آخر العام. فيما أوضحت الطالبة الجامعية سمية الشمري أن رائحة الأطعمة التي تباع في مقصف الجامعة تزعج كثيرا من الطالبات، وأكدت أن أغلبهن لا يتناولن وجبة إفطارهن من الجامعة، بسبب سوء طعم الأكل وارتفاع أسعاره، فيحاولن إحضار وجبات خفيفة من منازلهن، أو الامتناع عن الطعام حتى نهاية الدوام. محدودة الاختيارات كما احتج الطالب عبدالكريم المبارك على الأطعمة التي يقدمها المقصف المدرسي، مبينا أنها أطعمة غير متكاملة العناصر الغذائية ولا صحية، كما أنها غير متنوعة ومحدودة الاختيارات، مشيرا إلى أهمية أن يكون الطعام المقدم طازجا، ليقبل الطلاب عليه، منوها أن واقع المقاصف المدرسية سيء جدا، مشددا على أهمية أن تكون العمالة الآسيوية في المقاصف على مستوى من الوعي والنظافة، مبينا أنهم يقدمون للطلاب “سندويشات” الكبدة واللحم المفروم والبيض، ويتناولها الطلاب دون تأكد من نظافتها. فيما بينت فتحية أحمد – طالبة في المرحلة المتوسطة – أن مقصف مدرستها يبيع العصائر ذات الجودة الرديئة، المحتوية على أصباغ صناعية، إلى جانب الحلوى والشوكلاتة، والأطعمة التي تكون على وشك الانتهاء، والمشروبات الغازية، وأكدت أن أغلب الطالبات يتعمدن إحضار الطعام من المنزل، مفضلة أن يعمل في المقاصف أناس من البلد. غنية بالبروتين من جانبها، ذكرت اختصاصية التغذية الدكتورة ربا محمد همام ل”الشرق” أنه يجب تقسيم وجبة الإفطار على مرحلتين، الأولى في الصباح الباكر قبل الذهاب للمدرسة، بحيث تكون غنية بالبروتين كالبيض والجبن واللبنة والحليب، كي تساعد على بقاء مستوى السكر في الدم بشكل أعلى من مستواه الطبيعي لمدة أربع ساعات. أما الوجبة الثانية فهي التي يتناولها الطلبة في “الفسحة”، منوهة إلى أهمية أن تكون غنية بالنشويات كالخبز والمربى والعسل والعصيرات الطبيعية، حيث إن مستوى السكر في الدم يقل بعد ساعتين إلى ثلاث ساعات من تناول الوجبة الأولى، والأطعمة الغنية بالنشويات والسكريات تجنب الطفل الخمول الناتج عن نقص السكر. وتفضل الدكتورة همام أن يقلل الطلبة من تناول الأطعمة المحتوية على دهون، كالمقليات والشيبسات، كونها تسحب الدم تجاه الجهاز الهضمي، ما يسبب الخمول والتعب، كما ينطبق الأمر على الحلويات والمشروبات الغازية، التي تسبب زيادة مفرطة في الوزن، لاحتوائها على سعرات حرارية عالية دون أي قيمة غذائية. ناصحة الأمهات بتخصيص ساعة صباحية يطهون فيها وجبة الإفطار لأبنائهن، بحيث تكون شهية ومتنوعة ومحتوية على جميع العناصر الغذائية.