نجا القيادي البارز في الحراك الجنوبي باليمن، محمد علي أحمد، من محاولة اغتيال استهدفته أمس، خلال زيارته محافظة حضرموت شرقي اليمن، للقاء قيادات الحراك في المحافظة. وقال مصدر أمني ل “الشرق”: إن عبوة ناسفة استهدفت سيارة مصفحة عسكرية كان يستقلها محمد علي أحمد، أمام فندق البستان في حي “ديس المكلا” بحضرموت، ما ألحق أضرارا بالغة في مقدمة السيارة التي منحها له الرئيس عبدربه منصور هادي. ويعد “علي” الذراع اليمنى للرئيس هادي في الجنوب، حيث ينشط في أوساط الحراك الجنوبي ضد تيار الرئيس الجنوبي السابق علي سالم البيض، المدعوم من طهران، كما يعمل على تأسيس تيار واسع داخل الحراك للمشاركة في الحوار الوطني المرتقب، الذي يرفضه “تيار البيض”. ورجّح ذات المصدر أن يكون تنظيم القاعدة والحراك المدعوم من طهران مسؤوليَن عن العملية كون “الحراك الإيراني”، حسب وصفه، يعتبر أن “علي” يشكل خطرا عليه، ويتهمه بشق الحراك لصالح دعاة المشاركة في الحوار، في حين تعتبره القاعدة أحد قادة الحرب على التنظيم في أبين لمساهمته في تأسيس اللجان الشعبية التي شاركت مع الجيش في قتاله. في الوقت ذاته، قال مصدر في الحراك الجنوبي ل “الشرق”: إن محمد علي أحمد، أصبح هدفا لإيران وتيارها في اليمن “فنجاحه في جمع أكبر قدر من قادة وأنصار الحراك، ودفعهم إلى الحوار الوطني يمثل ضربة قاصمة لجهود طهران الرامية إلى فصل الجنوب، وتأسيس منطقة نفوذ جديدة لها هناك إلى جانب مناطق نفوذها في الشمال”، حسب قوله. واعتبر المصدر أن تنظيم القاعدة لديه أيضا مصلحة في قتل محمد علي أحمد “غير أن الدلائل تشير إلى أن حراك طهران ومخابرات إيران هما الجهتان اللتان تقفان وراء العملية كون المستهدف تجاوز في نشاطه محافظات عدن وأبين ولحج والضالع، ووصل إلى حضرموت مسقط رأس علي البيض، لذا فهي رسالة واضحة من تيار البيض له”. ومنذ مطلع العام الجاري عَمِل “علي” على اجتذاب أنصارٍ وقيادات كبرى في الحراك الجنوبي لكونه كان أحد زعماء الجنوب السابقين إبان الحزب الاشتراكي، ويعد من رجالات الجنوب الذين عُرِفَ عنهم الصرامة والانضباط خلال فترة توليه منصب محافظ أبين ومناصب أمنية رفيعة في الجنوب، حيث يتمتع بشعبية واسعة هناك. وفي محافظة ذمار، نجا حسن عبدالرزاق، أحد المقربين من الرئيس السابق علي عبدالله صالح، من محاولة اغتيال، حيث اعترضت مجموعةٌ من المسلحين سيارته، وأطلقت وابلا من الرصاص عليها، لكنه نجا بأعجوبة. من جانبه، أدان فرع المؤتمر الشعبي العام في ذمار محاولة الاغتيال التي تعرض لها عبدالرزاق، الذي يحمل عضوية مجلس الشورى، ويرأس فرع الحزب في المحافظة. واعتبر فرع الحزب أن محاولة اغتيال “عبد الرزاق” تأتي في إطار ما سماه “المخطط الإجرامي الذي يستهدف عرقلة تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمّنة، وعقد مؤتمر الحوار الوطني من خلال محاولة الزج بالوطن في أتون أزمة جديدة، والدفع به نحو نفق مظلم”. وحمَّل فرع المؤتمر وزير الداخلية كامل المسؤولية في كشف ملابسات محاولة الاغتيال، والقبض على منفذيها ومن يقف وراءهم، وتقديمهم للعدالة. حسن عبدالرزاق