الرياض – ياسر العطاوي صام 360 دقيقة .. وأفطر في شباك الأهلي الرومي: الحكم لا زال مبكرا .. فلا تظلموه تباينت ردود فعل جماهير نادي الشباب حول مستوى مهاجم فريقها ناصر الشمراني في دوري زين للمحترفين، ورغم مرور خمس جولات فقط من عمر المسابقة إلا أن الجماهير الشبابية انقسمت إلى قسمين، ففي حين دافع البعض عن الشمراني مطالبين بعدم القسوة عليه، وجه آخرون انتقادات لاذعة للاعب مستغربين إهداره للفرص وتساهله أمام مرمى المنافسين، مستشهدين بإهداره لركلة جزاء في مباراة الأهلي التي كان من الممكن أن تهدي فريقه أغلى ثلاث نقاط في الدوري. وكان الشمراني الذي ظهر بمستويات متباينة هذا الموسم قد صام عن تسجيل الأهداف لمدة 360 دقيقة، وتحديدا منذ مباراة الأهلي (1/1) في ختام الدوري الموسم الماضي حين سجل هدف فريقه الذي منحه لقب الدوري، وبعدها فشل في هز الشباك في مباراتي النصر في مسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال، وواصل صيامه عن التسجيل في مباراتي نجران والفيصلي في الجولتين الأولى والثانية في النسخة الحالية من الدوري، قبل أن يستعيد حساسيته مع الشباك في الجولة الثالثة وتحديدا في مباراة الأهلي (2/2)، وسجل ثاني أهدافه في شباك الوحدة، وجاء هدفه الثالث في مباراة الفتح التي خسرها فريقه (2/4)، ليحتل المركز الحادي عشر في لائحة ترتيب الهدافين وهو مركز لا يليق بهداف النسخة الماضية من الدوري. انتقادات عنيفة وإزاء الأداء المتذبذب للاعب ناصر الشمراني (27 عاما) من مباراة لأخرى كان طبيعيا أن يثير اللاعب جدلا كبيرا في الأوساط الشبابية، حيث انبرى البعض للدفاع عنه نظير مجهوداته ومساهماته في كل ما حققه الليث من إنجازات مؤخرا، في الوقت الذي انتقد آخرون ما أسموه باستهتار اللاعب ولا مبالاته أمام المرمى، مؤكدين أن اللاعب أصبح يضع الجماهير في قلق دائم وما قدمه للفريق منذ قدومه لا تعني بالضرورة أن يسلم من سهام النقد خصوصا عندما يتفنن في ضياع الفرص أو يتساهل في تنفيذ ركلات الجزاء. ولم تقتصر الانتقادات على إهدار اللاعب للفرص السهلة فقط، بل وصلت درجة الاستياء من أنانيته واحتفاظه المبالغ فيه بالكرة في مشهد لا يليق بهداف كبير ولاعب كلف خزينة النادي أكثر من أربعين مليون ريال «انتقل للشباب من الوحدة ب 15 مليون ريال، وجدد عقده لفترة أخرى مقابل 25 مليون ريال. وكان اللافت للنظر الاستهتار الواضح للاعب في مباراة الأهلي وتكرر الأمر في مواجهة الوحدة، حيث تفنن الشمراني في إضاعة عديد من الفرص، وأبطل عددا من الهجمات الشبابية في شوط المباراة الأول ما جعل الفريق يتأخر في الشوط الأول بهدف دون مقابل، وفي الشوط الثاني لم يستطيع الشمراني التسجيل إلا بعد أن تقدم الشباب بنتيجة ثلاثة أهداف مقابل هدف. وتتخوف غالبية جماهير الشباب من أن يؤثر ضياع الفرص على موقف الفريق في سلم الترتيب كما حدث في مباراة الفتح الأخيرة التي تناوب فيها الشمراني وزميله المهاجم الأرجنتيني تيجالي في إضاعة عديد من الفرص أمام المرمى، عكس الفريق الفتحاوي الذي نجح في هز شباك وليد عبدالله من أنصاف الفرص. اعتراض وغضب وأثار الشمراني حفيظة عديد من الجماهير الشبابية بسبب اعتراضه المتواصل على زملائه داخل الملعب في حال قطعت من أحدهم الكرة أو كانت تمريرته خاطئة، حيث لا يتواني في انتقاد زميله بصوت عال وبطريقة بعيدة كل البعد عن الاحترافية، وهذا التعامل من اللاعب تجاه زملائه قد يتسبب في فجوة وخلافات كبيرة من اللاعبين وهو ما يخشى الشبابيون من حدوثه مستقبلا. وما زاد حدة الانتقادات على اللاعب تصرفاته في مباراة الفيصلي، حين أخرجه المدرب، حيث كان الغضب واضحا عليه من التغيير، ورغم ما بدر منه تجاه مدربه وإهداره للفرص إلا أنه ظل في التشكيلة الأساسية على حساب الأرجنتيني تيجالي الأكثر فعالية في الملعب. حكم مبكر من جهته، وصف لاعب الشباب السابق والمحلل بالقنوات الرياضية السعودية عبد الرحمن الرومي المهاجم ناصر الشمراني بالمهاجم الأول في الكرة السعودية حالياً، وقال ل«الشرق»: لن أقول أن الشمراني من أفضل المهاجمين حالياً، بل هو المهاجم رقم واحد، ولا يمكن أن تحكم على تغيير مستوى أي لاعب في شهرين فقط، وعلينا ألا نستعجل الحكم على لاعب حقق لقب هداف الدوري الموسم الماضي، مؤكدا أن اللاعب سيعود إلى سابق مستواه بدليل أنه استعاد حاسته التهديفية وسجل في آخر ثلاث مباريات لفريقه بواقع هدف في كل مباراة، إضافة إلى أنه صنع أكثر من هدف لزملائه. وعن المقارنة بين الشمراني وتيجالي، أوضح الرومي، تيجالي مهاجم هداف واستقطابه ضربة معلم من الإدارة الشبابية والجهاز الفني، وذلك لا يمنعنا من القول إن الشمراني علامة مميزة في الفريق الشبابي، وصحيح أن تنفيذه لركلة الشباب في مباراة الأهلي لم يكن جيدا، ولكن هذا لا يعني أنه سيء ويمكن الاستغناء عنه وإعطاء الفرصة للاعب آخر، موضحا أن الشمراني وتيجالي مكملان لبعضهما، فالأول يتميز بسرعته واختراقاته من العمق، والثاني يتفوق على المدافعين في الكرات العرضية لطول قامته، مؤكدا أن استمرار الشمراني في التشكيلة الأساسية في صالح الفريق الشبابي لأنه يسجل ويصنع الأهداف، وتابع :»قد يقول البعض أن المهاجم مهمته الأولى التسجيل، ولكن عندما يصنع أهدافا ويساهم في تسجيلها فهذا أمر جيد ومطلوب». واستغرب الرومي الاتهامات الموجهة للاعب ووصفه بالغرور والتعالي في تصريحاته، مؤكدا أن من مميزات اللاعب الكبير الثقة بالنفس وعدم تأثره بما يدور حوله، وتصريحاته التي يراها البعض أنها لا تخلو من لغة التعالي والغرور إنما تنبع من ثقته بنفسه ومعرفته بإمكاناته وقدراته الفنية، رافضا في الوقت نفسه أن يفرض أي لاعب سواء الشمراني أو غيره من اللاعبين نفسه في التشكيلة الأساسية دون أن يقدم المردود الفني المطلوب، مؤكدا أن إدارة الشباب تعمل باحترافية عالية وأعطت المدرب البلجيكي ميشيل برودوم صلاحية كاملة لأنها واثقة من أن هذا المدرب يملك شخصية قوية ولا يمكن لأحد أن يتجرأ ويتدخل في القرارات الفنية.