قرأت أمس الأول خبراً في (الشرق) فرحت به. كتبت الزميلة شعاع الفريح عن شابين من القصيم أصرا على أن تقص والدتهما “أم حمد” شريط الافتتاح لمكتبة أسساها حديثاً. وتمنيت لو أن الخبر تضمن اسم عائلة الشابين محمد وعبدالله فبأمثالهما نفتخر. نُشرت صورة الأم الكريمة إلى جانب ولديها البارين وهي تقص شريط الافتتاح. وتلك مبادرة نبيلة من صاحبيْ المشروع. كم نحن بحاجة لنماذج -”قدوة”- تحفز شبابنا على التفكير خارج الصندوق وتحث على البر بالوالدين والفخر بالأم وتقدير دورها العظيم. وحُق لأم حمد التهنئة على نجاحها في تربية أبنائها الكرام على البر بالأم والافتخار علناً بها. هذا الوفاء بالأم -حتى بصورته الرمزية- يستحق الإشادة عسى أن يصبح عادة مألوفة في المجتمع. لا نريد أن تغلب أخبار القطيعة والعقوق على أخبار الوفاء والبر بالوالدين. فمجتمعنا اليوم يمر بمراحل انتقالية مختلفة من المهم ألا تتأثر معها قيمه الأساسية والبر بالوالدين على رأسها. ولو استمعنا لبعض قصص الأولين في مجتمعنا لربما ذُهل بعضنا ببعض قصص النبل والوفاء والبر في قصص حقيقية لعلاقات إنسانية عظيمة بين الأبناء والآباء على الرغم من شدة الفقر وقلة الحيلة أيامها. ولهذا نتمنى لو تدون تلك الحكايات والقصص الحقيقية وتتاح لأجيالنا المقبلة كيلا -لا قدر الله– تصبح قصص البر بالوالدين المبهرة مجرد “حكايات” من أزمنة غابرة. من هنا يأتي الاحتفال بمبادرة الشابين الكريمين من القصيم مع والدتهما حفظها الله لهما. ففيها ما يحفز شبابنا على مبادرات خلاقة تحتفي بالأم وتذكر الناشئة بأنه محل اعتزاز وفخر أن تفاخر وتحتفي بأمك أمام الملأ. ولو كنت اليوم في القصيم لما بت الليلة قبل زيارة الشابين، محمد وعبدالله، لتهنئتهما على المشروع ولأبارك لهما خطوتهما النبيلة بتأكيد وإعلان برهما ومحبتهما لوالدتهما الكريمة.