عندما نجد مجتمعاً لا يدين بديننا ولا يتقيم بقيمنا ورغم ذلك فهو يعيش حياته براحة وهناءة وانتظام فذلك مدعاة للمراجعة والتوقف لبرهة لنسأل هل الدين أساس الحياة السوية الطبيعية إذا أجبنا بنعم فسيكون التالي هو لم لا نعيشها ولا نشاهدها ونحن نتوخاها.. إن من يشاهد طبيعة الحياة في بريطانيا وكيف أن النظام أصبح هو الفيصل والمتسيد حتى اتفق الجميع على حماية هذا النظام وعدم كسره سيدرك في أي دائرة مفرغة نحن ندور.. فلم نفتأ نعيش على شعارات جوفاء وعبارات مفرغة من دلالاتها ولكل ذلك فنحن نراوح مكاننا؛ لأن الدين الحقيقي يتمثل في السلوك لا الأقوال.. في الممارسات والمعاملات والأفعال.. سينعق ناعق ويقول إن الغرب مفرغ من الطمأنينة النفسية ونحن نقول أي أمان هذا الذي ندعيه والسرقات تتزايد، والانحرافات تتضاعف، والنهايات السيئة تتربص بشباب وشابات يعيشون الضياع بأسوأ صوره.. أي قيم تحكمنا ونحن نتجاسر ونتعاون على تفتيت بنية النظام وتطويعه لمصالحنا ومقاساتنا؟! أي تدين ندعيه ونحن نكذب ونزور ونظلم ونمارس الغش والفساد في أغلب مشروعاتنا دون أن يهتز لنا رمش أو جفن أو رادع من ضمير؟! بل أي عقل يحكمنا ونحن نصبح على التهور الجنوني للسيارات ونمسي عليه.أدرك أننا نجاور أطهر بقعتين ونشرف بالحرمين.. ولكن السؤال كيف نحول هذا الجوار إلى أنموذج مضيء للحياة وليس قناعاً نتقنع به في الجوار ونخلعه عند أخر بوابة من المطار!!