يعتاد كثير من أهالي جازان إرسال أطفالهم محملين ب«أطباق رمضانية» قبيل الإفطار بدقائق، حيث يتبادل الجيران المأكولات فيما بينهم، ويجد أهالي القرى في هذه العادة مجالاً للتواصل، وزيادة أواصر التقارب فيما بينهم، إضافة إلى أنها إحدى طرق «التعارف» بين الجيران، لاسيما الجدد منهم، ويحافظ أهالي جازان على هذا الموروث الاجتماعي منذ عقود، حيث تعرف هذه العادة باسم «الفطرة». وتخصص ربات البيوت خلال تجهيز أصناف الطعام جزءاً منها ك«فطرة» أو ما يسميها البعض «طعمة»، يهديها كل جار إلى جاره، عن طريق الأطفال الذين يبدؤون في حمل الأطباق وإيصالها إلى جيرانهم بمجرد اقتراب موعد الإفطار، ويوضح المواطن عبدالعزيز حسن عبده أن تبادل الأطباق بين الأصدقاء والجيران هو أجمل ما في الشهر الفضيل، مبيناً أنها مناسبة جيدة للتودد إلى الجيران، وزيادة المحبة بين أبناء الحي الواحد، كما أنها فرصة لتذوق أصناف متنوعة من الطعام، حيث يحرص كل جار على أن يذوق جاره من الطعام الذي يأكل منه، والعكس بالعكس. وبيّن المواطن محمد يحيى، أنَّ لرمضان عادات لا تتغير رغم اختلاف الظروف المعيشية، مشيراً إلى أن عادة تبادل الأكل في رمضان جزء أساسي من «روحانية» الشهر الفضيل، ويذكر يحيى أن أهالي جازان يتمسكون بهذه العادة منذ سنوات طويلة، فيحرص كثيرون على نيل الأجر، والظفر بثواب «إفطار الصائم»، خاصة أن الأحاديث النبوية تحث على ذلك. ويعجب المقيم الباكستاني محمد ياسين، الذي يعمل في بقالة، ويقول «إنَّ هذه العادة ممتعة حقاً، فالجيران لا يقصّرون في تزويدي بمختلف الأطباق، فهم يرسلون لي من شتى الأصناف حتى شعرت أنني أقيم بين أهلي».