علمت «الشرق» أن فرع مكتب العمل في محافظة حفر الباطن وجه عدة خطابات إلى مدير فرع شركة تجارية شهيرة في عالم التسويق في المحافظة، يطالبه بالحضور لجلسة استماع بشأن شكاوى متعددة وردت إلى مكتب العمل من قبل موظفين سعوديين ادعوا فصلهم تعسفيا من قبل الشركة، مطالبين بإعادتهم إلى أعمالهم. ووفقا لوثائق حصلت عليها «الشرق» فإن فرع مكتب العمل في حفر الباطن وجه أكثر من عشرين خطاب طلب حضور للمرة الأولى، إلى مدير فرع الشركة (تحتفظ «الشرق» باسمها) في المحافظة للنظر في شكاوى رفعها شبان سعوديون يتهمون الشركة بعدة اتهامات، من بينها إساءة المعاملة من قبل قياديين وافدين في الفرع، وانتهاكها لأنظمة العمل، وفصلهم تعسفيا من وظائفهم، فيما أحيلت شكاواهم إلى الهيئة الابتدائية لتسوية الخلافات في المنطقة الشرقية، التي أقرت من جهتها عدم مشروعية بعض قرارات الفصل، كما ألزمت الشركة بصرف مكافأة نهاية الخدمة لبعض الموظفين وبدل إشعار وتعويض عن الفصل إلى جانب الرواتب الشهرية. ورفع خمسة موظفين في ذات الشركة خطابا إلى مدير مكتب العمل في حفر الباطن يطالبون خلاله بضرورة النظر في أوضاعهم على أرض الواقع وإجراء زيارة ميدانية لرصد أوضاع السعوديين العاملين في الشركة، وزعموا في الشكوى وجود مدير يصعب التعامل معه، حيث وصفوه بعدم الكفاءة، مشيرين إلى أن مجال العمل المصرح له هو (عامل شحن وتفريغ)، لافتين في الوقت نفسه إلى أن الشركة يوجد فيها مديرو أقسام ليسوا على كفالة الشركة ومهنهم غير مطابقة. وفي ذات السياق، أفاد مشرف الأمن السابق في نفس الشركة نواف عودة العنزي في حديث مع «الشرق» أنه بصدد رفع دعوى قضائية لمحكمة حفر الباطن ضد الشركة، متهما إياها بالتشهير به وتشويه سمعته إثر ما تعرض له من قبل القائمين عليها من فصل تعسفي وتشهير بسوابقه الجنائية أمام العاملين والموظفين في الشركة للحد الذي وصل بمدير الشركة أن «صوّر برنت الأدلة الجنائية ووزعه على الجميع»، حسب قوله. أكد العنزي أنه كسب قضيته ضد الشركة لدى مكتب العمل بعد قرار فصله التعسفي، حيث أقرت الهيئة الابتدائية عدم مشروعية قرار فصله، وأمرت بتعويضه أكثر من عشرة آلاف ريال، كما كذبت دعاوى الشركة تجاهه، مبينا أن الشركة طلبت الاستئناف بهدف تأخير تنفيذ الحكم، وأشار إلى أن الشباب السعوديين يتعرضون لمضايقات كبيرة في العمل داخل الشركة، وأن قرارات الفصل التعسفية لهم مستمرة من قبل القياديين الوافدين فيها، الذين اتهمهم بأنهم يسعون لتهميش أي شاب سعودي طموح على اعتبار أنهم يخشون تسلمه لمناصبهم، موضحا أنه قام بتنظيم العمل والجداول وأسس آلية واضحة وتفاجأ بقرار فصله تعسفيا قبل أن يكسب القضية. وحصلت «الشرق» على وثائق وإثباتات ورقية تؤكد مخالفات ارتكبتها الشركة في حق عدد من الشباب السعوديين الموظفين لديها تجاوز عددهم أربعين شابا، كما حصلت على وثائق تؤكد قيام مدير شؤون الموظفين في فرع الشركة في حفر الباطن بالاعتداء على موظف سعودي (20 عاما) بضربه بآلة تدبيس الورق، وبعد تقديمه شكوى ضده إلى إدارة الشركة قدمت له إغراءات مالية قبل أن تلجأ إلى فصله أخيرا. إلى ذلك، عزا عميد الكلية التقنية في حفر الباطن الدكتور عقوب العديم، المشكلات الوظيفية التي يتعرض لها الشباب السعوديون التقنيون بعد التحاقهم بالقطاع الخاص، إلى عدم وجود قيادات الصف الثاني من السعوديين الذين يمكن احتواؤهم وتغطية عيوبهم ومعالجتها بطريقة مثالية، على عكس ما يحصل مع أغلب قيادات الوافدين في الشركات، حيث تصبح سلبيات الشاب السعودي مفضوحة وملاحظة من الجميع ويتم تصعيدها بشكل مباشر، مثل مشكلات التغيب عن العمل أو الخروج المبكر وغيرها، مؤكدا أن وجود قيادات سعودية تفهم نفسية الشاب السعودي وظروفه ستساهم في انتهاء مثل هذه المشكلات العمالية المتكررة. د. عقوب العديم